هل يفعلها الرئيس؟
أهم مشروع تم إنجازه في السنوات الثماني الماضية كان القضاء على فيروس سي، وقد بدأ بعد مبادرة أطلقها رئيس الجمهورية لمواجهة هذا المرض الذي دمر أكباد ملايين المصريين، أهمية المشروع تكمن في الاستفادة المباشرة للمواطن منه، خاصة مواطني الأقاليم التي استوطن فيها الفيروس منذ عقود، وهؤلاء ربما لا تطأ أقدام غالبيتهم المونوريل ولا العلمين الجديدة ولا حتى العاصمة الإدارية، ولا العديد من المشروعات الأخرى، ولذلك كانت المبادرة هي الأهم بالنسبة لهم، فلا استثمار يضاهي الاستثمار في صحة المواطن، ولا تنمية تجدي في وطن مواطنوه عليلون.
أتمنى أن نستكمل بناء مشروع صحة المواطن بمبادرة أخرى يتم إطلاقها لإنقاذ الملايين من مرضى السرطان، خاصة أن القضاء على فيروس سي يحد من الإصابة بسرطان الكبد، وهو أشهر أنواع السرطانات التي تصيب المصريين وأكثرها انتشارًا، ووفقًا لتصريحات أدلى بها الدكتور مصطفى الصيرفي رئيس الجمعية المصرية لأمراض السرطان فإن ١٦٦ ألف مصري يصابون بالسرطان سنويًا، وأن القضاء على فيروس سي سوف يقلص هذا العدد.
معاناة مرضى السرطان
منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أكدت أن مصر تحتل المرتبة الثالثة بين الدول العربية في الإصابة بالسرطان، تسبقها لبنان والأردن، ودارسة للمعهد القومي للأورام في مصر أكدت أن عدد الإصابات سوف يصل في عام ٢٠٥٠ إلى ٣٣١ ألف حالة سنويًا، وهو ما يحتم علينا التحرك سريعًا.
القضاء على فيروس سي خطوة مهمة يجب البناء عليها، كما أن حملة الكشف المبكر على سرطان الثدي كان خطوة أخرى لابد أن تتبعها خطوات.
مؤخرًا.. تم الإعلان عن دواء جديد يقضي نهائيًا على سرطان القولون، وقبله تم الإعلان عن دواء يعالج سرطان الدم، والأخير متوفر، لكن ثمنه ليس في متناول المرضى، حيث يصل سعر العلبة التي تكفي لشهر واحد وتحوي ثلاثين حبة خمسين ألف جنيه، لذلك نتمنى أن تفعل الدولة ما فعلته في مبادرة فيروس سي وتتعاقد على خطوط إنتاج ليتم تصنيع العلاجات الجديدة في مصر، أو أي طريقة تعيد بها الأمل لملايين يحاربون غول السرطان ثم يستسلمون له.
كل المرض معاناة، لكن معاناة مريض السرطان هي الأصعب نفسيًا وبدنيًا، وتبدأ بمجرد علمه بالمرض، ثم تزيد بانتظار دوره في طابور طويل، وتصل ذروتها مع البدء في العلاج الكيماوي الذي يغير ملامح المريض فيزيد من التأثير السلبي على نفسيته.
من لا يعرف معاناة مرضى السرطان عليه أن يذهب إلى معهد الأورام وينظر في وجوه المترددين عليه، منهكين بسبب مسافات السفر الطويلة، بائسين بسبب الفقر، أملهم في التعافي يتضاءل تدريجيًا.
أعلم أن الدولة تنفق من خلال التأمين الصحي قرابة النصف مليار جنيه سنويًا على هذا المرض، وهناك نشاط لمؤسسات المجتمع المدني، لكن هذا لا يكفي.
أعداد المصابين.. وخطورة المرض.. تحتاج تحركًا أكبر من الدولة، ولا تحرك إلا بتعليمات من الرئيس.
besheerhassan7@gmail.com