السوشيال ميديا والمسكوت عنه (2)
لكي تشتهر بسرعة على السوشيال ميديا، لست بحاجة لأن تكون موهوبًا أو صاحب أثر طيب، يكفي أن تكون خارجًا عن المألوف أو عن الآداب العامة أو تستغل أشياء يحرمها الدين والقانون كي تكون صاحب تريند خلال ساعات قليلة فقط.
فكم من أشخاص صعدوا من القاع وصاروا من أصحاب التريندات والشهرة السريعة بأشياء مخلة أو من خلال نشر أشياء لا تليق حتى أن تخرج عن حدود غرفتهم الصغيرة لا على منصات التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار والتي تستطيع أن تصنع نجومًا من اللا شيء من الأساس.
شهرة سلبية
فهناك من تعرض جسدها لتجني حفنة من اللايكات أو الشير حتى تكون مشهورة، أو شاب يخرج بفيديوهات يُطلق عليها قصف الجبهات والرد بسوء خلق حتى يظهر في شخصية الشخص الجدع وابن البلد -من وجهة نظره المحدودة- وكأن الرجولة والشهامة لا تحتاج أيضًا إلى الأدب الذي يحليها ويبرزها.
ولكن المشكلة ليست في هؤلاء، بل المشكلة في كل من يعيد نشر تلك الفيديوهات والمقاطع الصغيرة بغرض السخرية والانتقاد فتزيد من شعبيتهم وتزيد من جمهورهم، والذي في الغالب يكون من السن الصغيرة، الذي يكون في مرحلة التشكيل فتدخل إلى عقله أفكار مغلوطة وأمور لا تصح، فتصبح النتيجة أنه لو كان مجرد متابع اليوم، فهو في الغد ربما يقلدهم ويسير على خطواتهم طمعًا في أن ينال قسطًا من شهرتهم.
فالشهرة حتى وإن كانت سلبية بإعادة النشر للانتقاد فهي تفيدهم في جذب الأضواء لهم، ولكن حينما نتجاهلهم ولا نعطيهم أي اهتمامٍ ربما تصيبهم حالة من عدم الإدراك والوعي، لأنهم يتغذون على تلك الشهرة السليبة التي تزيد من أضوائهم.
فقبل أن تشارك في تلميعهم حتى ولو بالسلب، راجع نفسك قليلًا عزيزي القارئ، وقبل أن تسلط عليهم الضوء الذي من وجهة نظرك لا يستحقونه، سلط الضوء على من يملك الموهبة ويستحق بالفعل أن تسلط عليه الأضواء لما يقدمه من شيء إيجابي وشيء بالفعل له قيمة، فنحن لسنا بحاجة إلى تسليط الضوء على السلبيات، بل نريد من يفتح أعيننا تجاه الإيجابيات.
Twitter: @PaulaWagih