رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما "عبد" الإرهاب والتطرف


تتشدق الولايات المتحدة بأنها الراعي الرسمي للديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم، لكنها في حقيقة الأمر أكبر داعم للإرهاب ومنتهك للبشرية، تخلق العدو ثم تنقلب عليه، وما أكثر الديكتاتوريات وقادة الإرهاب الذين صنعتهم ثم حاربتهم، فهي التي صنعت طالبان وبن لادن وزودتهما بالسلاح والمال ثم ظلت تحاربهما سنوات، ناصرت ثورة الخميني الفاشية ضد شاه إيران، ثم باتت خصما للنظام الشيعي القمعي، دعمت ديكتاتورية صدام حسين وزينت له حرب إيران واحتلال الكويت ثم انقلبت عليه وغزت العراق وقضت على جيشه ونشرت فيه الفوضى والإرهاب وكذلك فعلت في أفغانستان، كما دعمت الحركات الانقلابية في كثير من البلدان ومازالت بدعوى الديمقراطية، وليس ببعيد عن الأذهان كيف أبادت أمريكا في الماضي عشرات الآلاف من اليابانيين بالقنبلة الذرية وآلاف من الفيتناميين وقبلهم الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين والأفارقة الذين استعبدتهم لبناء حضارتها.


منذ ظهر الكيان الإسرائيلي إلى الوجود، تغيرت خطط ومؤامرات أمريكا حيال الشرق الأوسط مرات عدة، ليس لشىء سوى إحكام سيطرتها على المنطقة وضمان أمن إسرائيل، ومعها باتت دول المنطقة حقل تجارب للأفكار الصهيونية، ويشاء القدر أن يحكم أمريكا رئيس أسود يحمل ميراث الرق والعبودية، لكن سياسته الملتبسة والمترددة جعلته يحارب إرهاب طالبان والقاعدة في مكان، وينفق المليارات لنشر الفوضى والتحالف مع جماعات إرهابية في أماكن أخرى.

أوباما، الرئيس الأسود أصبح "عبدا" للإرهاب منذ أن ساند "الإخوان" والجماعات المتطرفة وأوصلها إلى الحكم في مصر وليبيا وتونس، في أعقاب دعمه وتمويله الفوضى والاحتجاجات ضد الأنظمة السابقة، وسعى لتعميم التجربة في دول أخرى لكن حكامها فطنوا إلى المؤامرة وأحبطوا خططه.

فعل أوباما فعلته الدنيئة للسيطرة على الشرق الأوسط، بإشاعة الفوضى في مصر الحضارة قلب العروبة النابض، وسعى لضرب الجيش والشرطة مع الشعب والقضاء على أركان الدولة، ومعها يضمن أمن إسرائيل ويعلن يهودية القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، ولتنفيذ خطته الشيطانية تحالف مع أخطر جماعة إرهابية خرجت من رحمها التيارات الدموية المتطرفة.

ومع وصول "الإخوان" إلى حكم مصر بالتزوير والدعم الأمريكي، لم يحرك أوباما ساكنا أمام الاستبداد وتجريف مقومات الدولة وسياسة الإقصاء والتمكين، وكلها تتنافى مع أبسط مفاهيم الديمقراطية، بل أمعن في دعم نظام منبوذ من جموع الشعب، وحين خرجت الملايين في أكبر احتجاجات تشهدها البشرية صم أوباما أذنيه وعميت عينيه، وأمعن في دعم نظام منبوذ فاشل أغرق البلد في الديون وقادها إلى الانهيار، وفي المقابل انتفض وهدد بقطع معونة تافهة مثله، حين عزل الجيش رأس النظام الإخواني، ولم يرد عليه الفريق السيسي "حامي حمى مصر والشعب"، وواصل إجراءاته التصحيحية باتجاه الدولة المدنية الحقيقية، في مواجهة حرب شعواء تديرها أمريكا وأذنابها من المتطرفين والإرهابيين والإخوان المجرمين.

ثورة الشعب واستجابة الجيش لها أسقطت ورق التوت عن عورات واشنطن، وكشفت تفاصيل وحجم المؤامرة الأمريكية الصهيونية الإخوانية، وقادت أوباما إلى استجواب في "الكونجرس"، اعترف خلاله بأنه أنفق مليارات لتمكين "الإخوان" من الحكم، حين لمس لديهم شهوة السلطة لدرجة أنهم عرضوا خدمة أمريكا وإسرائيل في كل ما يطلبونه، بما فيها توطين "حماس" في سيناء، وأنهم سيجهضون أي تحركات للجيش المصري في سيناء عن طريق علاقتهم القوية مع التيارات المتطرفة المنتشرة في سيناء بالتعاون مع "حماس"، واعترف أيضا بأنه دعم السلفيين لمساعدة الإخوان في إحكام سيطرتهم على مصر، وبالتالي سيطرة أمريكا عليهم جميعا..

ومع اعترافات أوباما المخزية، يتجه مجموعة من الجمهوريين في "الكونجرس" لطلب عزله على خلفية دعمه الإرهاب والميليشيات المسلحة والتغاضي عن عمليات غسل أموال واسعة لصالح الإخوان، وتتوالى الصفعات المصرية للإدارة الأمريكية برفض الفريق السيسي طلبات واشنطن، ودعوته الخارجية الأمريكية لعدم التدخل في الشأن المصري، منهيا عهد التبعية رغم التحديات الجمة التي يواجهها الجيش والشعب من مؤامرات وحرب إرهابية داخلية وخارجية.
الجريدة الرسمية