زي النهاردة.. اغتيال قائد المدفعية السورية وبدء المواجهة المسلحة بين الدولة والإخوان
في مثل هذا اليوم من عام 1977، اغتيل اللواء عبد الكريم الرزوق قائد سلاح الصواريخ في الجيش السوري على يد تنظيم الطليعة المقاتلة، الجناح المسلح للإخوان المسلمين في سوريا، الذي تأسس أنذاك للاستيلاء على السلطة من حزب البعث الحاكم.
عن حزب البعث
هو الحزب الحاكم في سوريا منذ عام 1963 وكان عبارة عن منظمة بعثية تأسست في 7 أبريل 1947 من قبل ميشيل عفلق، صلاح الدين البيطار وزكي الأرسوزي، وانقسمت المنظمة لفرعين حزب البعث الأصلي بالعراق وقسم في سوريا، وقد حكم الحزب سوريا منذ استيلائه على السلطة.
الجناح المسلح للإخوان
بعد تولى حزب البعث السلطة رفض أفكار جماعة الإخوان وتغلغلها في المجتمع السوري وسعيها لاقتناص السلطة واشتعل الصراع معها بصورة عنيفة، بعد أن لجأت الإخوان لتنظيم الإضرابات والعصيان ورأت السلطة البعثية أنذات أن الإخوان تتلاعب بالدين وتحرض المواطنين عليها بهذا السلاح، لاسيما أن الدين الإسلامي خط أحمر لدى غالبية الشعب السوري.
مع اشتعال الصدام والاحتكاك بين الطرفين، أسس القيادي الإخواني مروان حديد تيار ينادي بالخيار المسلح الذي سمي بالطليعة المقاتلة مع عدد من رفاقه في الجماعة ومع الوقت توسع الصراع المسلح ليشمل القاعدة الكبرى من الإخوان.
قامت قوات الطليعة بعمليات اغتيال استهدفت أهم شخصيات النظام السوري مثل الرائد محمد الغرة مدير الأمن القومي في حماة بالإضافة إلى بعض الشخصيّات العلوية المشهورة في سوريا.
دبرت أيضا مذبحة مدرسة المدفعية بحلب بقيادة النقيب إبراهيم اليوسف عام 1979 وقتل في الهجوم 32 فرد من الطلاب العسكريين لتبدأ مواجهة صفرية بين الإخوان والسلطة، التي أصدرت قانونا يطبق حكم الإعدام على أي منتسب لجماعة الإخوان.
نهاية الإخوان
نجحت السلطة في القضاء على الإخوان بحماة عام 1982، إذ كانت الجماعة تتخذ من المدينة قاعدة لهجماتها، وكان نتيجة الصراع المفتوح سقوط قتلى من المدنيين قدر بحوالي 40 ألفا، لكن بعد هذه الضربة انتهى الجناح المسلح للإخوان ومعه الجماعة كلها وضاع أثرهما تماما، قبل أن تعود للظهورعام 2011 عند إندلاع الثورة السورية، وتشترك مع التيارات الدينية في إعادة تشكيل أجنحة مسلحة لازالت جزء أساسي من الأزمة السورية المستمرة حتى اليوم.