رئيس التحرير
عصام كامل

صدام جديد بين الكبار.. سر فشل الإخوان في حل صراعاتها الداخلية

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

خلال الأيام الماضية عادت الصراعات للظهور بشكل علني من جديد بين الأقطاب المتصارعة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن رفض التنظيم الدولي في لندن، والذي يسيطر عليه إبراهيم منير القائم بأعمال الإخوان صوريًّا، حضور محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة والحاكم الفعلي لها اجتماعاته، إلا بعد أن يبايع منير على السمع والطاعة، وهو ما رفضه حسين تمامًا، وبين هذا وذاك لاتتوفر معلومات موثقة للصف الإخواني عن حقائق مما يجري من صراعات دامية بين كبار قيادات التنظيم. 

 

افتقاد أدوات الشفافية  

يقول عماد عبد الحافظ، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن صراعات جماعة الإخوان الداخلية هو نفس أسلوبها في الحكم إذ تملك عددا من العيوب الذاتية الموجودة فيها منذ نشأتها وتأسست ‏عليها ما يجعل فرصتها في النجاح ضعيفة.

 

أوضح الباحث أن طبيعة الجماعة المغلقة السرية من أخطر أسباب فشلها، وتجعلها تبدو ‏كطائفة تعيش منعزلة داخل المجتمع، مرتبطة بارتباطات خارجية ولها مشروع عالمي يتجاوز للدولة الوطنية.‏

 

أشار عبد الحافظ إلى أن جماعة الإخوان تقوم بصناعة شخصية أفرادها بصورة بها العديد من العيوب والمثالب والتشوهات ‏الفكرية والنفسية، ما جعل فرصتها في النجاح ضعيفة، لأن عيوبها هذه تجعل من ‏الصدام أمر حتمي ومن الصراع مع الآخر هو أساس العلاقة، وبالتالي فالفشل النتيجة الطبيعية والسقوط هو ‏المصير الأقرب.‏

 

مصالح الإخوان 

استكمل: بسبب تلك العيوب وكنتيجة لطبيعة جماعة الإخوان وأيديولوجيتها ومشروعها وأهدافها؛ فإنه حتى لو استطاعت امتلاك ‏الأدوات التي تمكنها من التآلف داخليا والاستمرار في مشروعها الذي يرغب في العودة للسياسة والحكم، فإن المجتمع هو الخاسر من وجود مثل هذه الجماعة. 

 

أضاف: تتبع الإخوان أسلوب أقرب إلى المجتمعات العشائرية داخل مصر وخارجها، سواء في الانتخابات أو عند مواجهة الأزمات التي كانت ولازالت تستدعي لحلها أو مواجهتها رصيدها الاجتماعي ـ الديني، بعيدًا عن الحلول المدنية المتعارف عليها.

أردف: لا تتوافق عمليات التحول الديمقراطي التي تستند إلى الحزبية السياسية مع مثل هذه الأفكار، ولهذا كان إصرار الإخوان على لعبة العشيرة، وعدم فتح الطريق لأنصارهم لفهم الحياة السياسية من منظور مدني وحزبي، بسبب منطق الوصاية على العمل السياسي والدولة والمجتمع، لا المشاركة على أسس واحدة، ولهذا فالصراع بينهم قائما بعد إبعادهم من الحكم والسلطة ولن ينتهي.

الجريدة الرسمية