يوسف السباعي من العسكرية إلى الصحافة والأدب.. 105 أعوام على ميلاد جبرتي العصر
يوسف السباعي أديب وروائى وكاتب صحفي ومبدع، لقب بفارس الرومانسية.. أثرى الحياة الأدبية بإبداعه وأعماله التي لا تنسى.. ولد في مثل هذا اليوم 17 يونيو عام 1917.
ويوسف السباعي هو الأديب العسكرى الوحيد الذى لاقى هجوما من العسكريين الذين عملوا في الثقافة والفن أمثال ثروت عكاشة وعبد القادر حاتم .
ولد الأديب يوسف السباعى بحارة الروم أو حى الدرب الأحمر، وتربى بحى السيدة زينب، وهو ابن المترجم محمد السباعي الذى كان أبا حنونا عصريا متفتحا مثقفا، وكانت مكتبته ونصائحه هى الأساس الأدبى للابن إضافة إلى حواديت جدته “نينة تحية”.
الاتجاه الى الصحافة
تخرج يوسف السباعى في الكلية الحربية عام 1937، وعمل بسلاح الصواري ثم قائدا لسلاح الفرسان، وساهم مع مجموعة الضباط الأحرار في قيام ثورة 23 يوليو، ثم أطلق العنان لموهبته الأدبية التى كانت حبيسة، وحصل على دبلوم الصحافة عام 1952 أثناء عمله مديرا للمتحف الحربى، ثم رأس تحرير مجلة الرسالة الجديد والانتقال للعمل في جريدة الجمهورية عند تأسيسها ورئاسة مجلس إدارة روز اليوسف وآخر ساعة حتى عام 1970، ثم جاءت مرحلة رئاسة يوسف السباعى للمجلس الأعلى للفنون والاداب ومجلس إدارة جريدة الاهرام ورئيسا للتحرير عام 1976 وآخر مهمه نقيبا للصحفيين عام 1977، بعدها اختاره الرئيس الراحل انور السادات للسفر معه الى القدس للمشاركة في مشاورات السلام مع إسرائيل وتسببت هذه الزيارة في اغتياله عام 1978 على يد فلسطينيين اثناء حضوره مؤتمر الافرو آسيوى بقبرص.
كتب يوسف السباعى أكثر من 50 رواية وفيلما ومسرحية وأمضى نصف قرن فى بلاط صاحبة الجلالة التى دخلها من باب الادب مما احدث تآلفا مع قرائه وتحولت معظم أعماله الروائية إلى أفلام سينمائية ومعظمها أفلاما رومانسية منها: انى راحلة، بين الأطلال، شارع الحب.
وعكست روايات يوسف السباعى الصور العديدة من الحياة الشعبية فى مصر بكل ما يدور فيها فجاءت جميع مؤلفاته انعكاسا للواقع.فصورت روايته السقا مات الحياة فى البيئة الشعبية كما عاشها فى الدرب الأحمر وكذلك اعماله الاخرى مثل: بين أبو الريش وجنينة ناميش، نابغة الميضا، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، نائب عزرائيل وغيرها.
جبرتى العصر
وصفه الأديب نجيب محفوظ بـ جبرتى العصر وهو وصف دقيق لجميع سلبيات وإيجابيات المجتمع، فرواية " ارض النفاق " تصور الفساد فى البلاد حتى إن أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة تساءل فى دهشة كيف طبعت الرواية وكيف نشرت، روايته "رد قلبى "تصور الأوضاع قبل الثورة حتى قيام الثورة، "طريق العودة" فيها تسجل مأساة فلسطين، "جفت الدموع" حول حدث الوحدة بين مصر وسوريا، وأشارت رواية "ليل له آخر"عن الانفصال بين البلدين ن وسجلت "العمر لحظة" نصر أكتوبر المجيد.
يقول الأديب يوسف السباعى عن نفسه:أنا في رواياتي أقدم قطعا من حياتي، اقتطفها كما هي وألقي بها عارية مجردة لا أثر فيها لخيال قاص أو ابتكار لمؤلف.
أبو الريش وناميش
في عام 1950 قدم يوسف السباعى مجموعته القصصية الأولى "بين أبو الريش وجنينة ناميش"، وبعد أن تعرف على الكاتب أحمد قاسم جودة اتجه إلى الكتابة فى جريدة الكتلة فنشر فيها روايتان هما: يا أمة ضحكت، أرض النفاق وساهم فى إنشاء عدد من المؤسسات الثقافية ورأس اغلبها مثل نادي القصة ونادي الأدباء مركزا للإشعاع الثقافي والمجلس الأعلى للفنون والآداب بالمشاركة مع الأديب إحسان عبد القدوس، اتحاد الكتاب.
