أسرار وحكايات في حياة الشعراوي.. كان يستمتع بـ لولاكي وأغاني عدوية وأنقذ فنانا شهيرا من الضياع
في حياة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى ـ الذي رحل فى مثل هذا اليوم ـ أسرار وغموض كشف عنها ابنه الراحل عبد الرحيم الشعراوى في حوار أجراه معه إيهاب عطا بمجلة نص الدنيا عام 2004 فقال:
للشيخ الشعراوى عادات في حياته لم يغيرها بالرغم من مرور سنوات طويلة عليها فمثلا كانت صداقاته بمعنى الصداقات الحقيقية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ولم يشترط فيهم أن يكونوا رجال دين بالعكس، حتى أنه كان يستريح لخياط عربى في قريتنا والأصدقاء الأعزاء على نفس الشيخ كانوا في حياته مثل النسمة يأتون لدقائق معدودة للاطمئنان عليه.
المريدون المنتفعون
وكان هناك أيضا المنتفعون والمريدون المنتفعون، وكان هناك من يأتي خصيصا من أجل التقاط صورة معه، وكان هناك من المثقفين والعلماء الذين يحضرون مجالس الشيخ لاستفزازه وإخراج كل ما عنده من العلم والمعرفة، والغريب أن من يجلس مع الشيخ ثلاث دقائق فقط يشعر بأنه ليس على الحجر غيره.
يصلى الجمعة ظهرا
كان من عادة الشيخ الإمام أنه بعد أن ينتهى من تسجيل برنامجه يدعو المرافقين له لصحبته إلى بيته في الحسين أو في الهرم ليستكملوا النقاش، وكان لا يحب التهليل له فى أى مكان يدخله ويقول (من أنا حتى يهلل لى الناس فى المسجد فالمسجد له حرمته وقدسيته ولا صوت يعلو فوق صوت الله وفى أواخر أيامه كان يصلى الجمعة فى البيت ظهرا حتى لا يحتشد الناس حوله ويرهقونه وكان يغطى وجهه أحيانا ويجلس فى ركن منعزل، أيضا كان نادرا ما يصلى بالناس إماما وعندما كان وزير للأوقاف كان معه سائقا مرافقا له وكان يقول له صل بنا يا عم على، وكان الناس يتعجبون كيف يصلى السائق إماما بالشيخ الوزير).
وأضاف عبد الرحيم: إن السياسة عند الشعراوى كانت قبل الثورة أيام الاحتلال ثم انقطعت صلته بها ورغم ذلك حرص السياسيين ورجال الدولة على حضور جلساته للتلميع والتقاط الصور.
خواطر الشيخ
والصحيفة الوحيدة التي كان يثق فيها الشيخ هي صحيفة الأخبار التي كانت تنشر له أحاديثه في الصفحة الأخيرة “خواطر الشيخ متولى الشعراوى” بإشراف الصحفى أحمد زين، ثم جاء بعده عبد الوارث الدسوقى وكانا أمناء في نقل الحديث ولم نقابلهم أو نراهم بل كان الاتصال بالتليفون.
والشيخ الشعراوى كان متصوفا دون أن يمارس طقوس الصوفية فكان التصوف يظهر فى أقواله وأفعاله وفى الغالب في أحاديثه وكان يكره أن يسجل أحد ما يقوله.
هناك الكثيرون الذين ساعدهم الشيخ الجليل على التوبة والعودة إلى الله واشهرهم الفنان عماد حمدى الذى كان في حالة يرثى لها بعد طلاق زوجته فتوسط الفنان إبراهيم الشامى له عند الشيخ الشعراوى الذى قابله باللين والكلام الخفيف ليعطيه الأمل في رحمة الله والبشرى بالتوبة طالما النية صافية.
أغانى عدوية وحميدة
وأضاف الشيخ عبد الرحيم الشعراوى: إن والده كان ييحب سماع النكتة ويكره الأغانى الهابطة لكنه كان يبحث عن أغانى عدوية وعن أغنية لولاكى التي غناها على حميدة وكانت هذه الأغنية مكسرة الدنيا وسألوه: هل تسمع لولاكى؟ فقال لهم: نعم أسمع لولاكى وأسمع عدوية كمان عندما يغنى زحمة يا دنيا زخمة زحمة وما عدش رحمة.
وقال: فعلا الولد بيتكلم عن الواقع في الشارع المصرى ولم يتكلم عن حياة القصور أو النوادى الخاصة، هذا رجل ركب الأتوبيس والميكروباص وعاش مشكلات الناس وكلامه منطقى.