رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده.. شرطة جنوب إفريقيا تقتل 566 طفلا في مسيرة ضد التمييز العنصري

الأبارتيد
الأبارتيد

في مثل هذا اليوم من عام  1976، أطلقت شرطة جنوب أفريقيا النار على مسيرة سلمية نظمها الطلبة السود لمناهضة سياسة التمييز العنصري وقتلو خلالها 566 طفلًا، وهو ما عرف باسم اضطرابات سويتو.

 

عن الفصل العنصري 

 

في القرن الـ 17 بدأ الاستيطان الأوروبي لجنوب القارة الأفريقية وكان غالبية المستوطنين كالفنيين ذوي أصول هولندية، وألمانية وفرنسية، عرفوا باسم البوير ولاحقا أفريكان. 

 

خلال القرن التاسع عشر احتلت الإمبراطورية البريطانية جنوب القارة في عملية لم تخل من حروب صعبة مع السكان الأصليين السود، لكن حصلت جنوب أفريقيا على استقلالها عام 1911 وأصبحت إحدى دول الكومنولث.

 

كان أول استعمال معروف لكلمة "أبارتهايد" ـ الفصل العنصري ـ عام 1917 خلال خطاب ألقاه جان كريستيان سماتس، الذي أصبح لاحقا رئيس وزراء جنوب أفريقيا عام 1919. 

 

ومع أن نشأة الفصل العنصري عادة ينسب إلى الحكومة الأفركانية المهيمنة على الحكم في الفترة 1948-1994 إلا أنه جزئيا هو تركة الاستعمار البريطاني الذي أدخل نظام إصدار القوانين في مستعمرة الكاب ومستعمرة ناتال خلال القرن التاسع عشر. 

 

هيمنة أصحاب الأصول الأوروبية

 

خلق الأبارتايد إطار قانوني يحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية ذات الأصول الأوروبية، وقامت القوانين بتقسيم الأفراد إلى مجموعات عرقية - كانت أهمها السود، البيض، "الملونون"، والآسيوين المكونة من هنود وباكستانيين وتم الفصل بينهم. 

 

كما جرى فصل أفراد الأغلبية السوداء في مناطق منعزلة أشبه بمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية.، ومنع هذا الإجراء الأفراد غير البيض - حتى لو أقام في جنوب أفريقيا البيضاء - من أن يكون له حق اقتراع كما جرى فصلهم في التعليم، الصحة، والخدمات المختلفة، وكانت الأجهزة المخصصة للسود أسوأ وضعا بشكل عام.

 

منذ الستينات، أخذت الاعتراضات الدولية على نظام الأبارتهايد بالازدياد، مما أدى إلى نبذ دولة جنوب أفريقيا ومقاطعتها من قبل غالبية الدول بالإضافة إلى معارضة داخلية سلمية من جانب منظمات.

 

ثورة سويتو 

 

اندلعت في 16 يونيو عام 1976 والتي استمرت نحو ستة أشهر وكانت مرحلة تاريخية في حياة جيل كافح ضد حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا آنذاك وامتدت شرارتها إلى كافة أنحاء جنوب أفريقيا مخلفة ما بين 500 و600 قتيل شاب.

 

الانتفاضة يحتفل بذكراها سنويا في يوم مخصص لها وتهدف في الأصل إلى الاحتجاج على قرار الحكومة بتعليم التلاميذ السود لغة الأفريكانز أو الافريكانية وهي مشتقة من اللغة الهولندية والتي كان يتحدثها معظم أفراد الأقلية البيضاء ما اعتبر إهانة للكثير من الأفارقة قبل ثلاثين عاما الذين ثاروا ضد انتهاج الفصل العنصري والوضع الاقتصادي الذي وصف بالبائس. 

الجريدة الرسمية