مجلة أمريكية: الغرب أخطأ في التعامل مع طالبان
اعتبرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن "الدول الغربية أخطأت مرة أخرى في طريقة تعاملها مع حركة طالبان في أفغانستان؛ بسبب رفضها الاعتراف بأن الحركة قد تغيرت".
حركة طالبان
ولفتت المجلة في تقرير نشرته، الأحد، إلى أنه "رغم صغر حجم التغييرات في أفغانستان، إلا أنها مهمة وتثبت قبل كل شيء أن أيديولوجية حركة طالبان يمكن أن تتطور".
وقالت المجلة في تقريرها: "ومع ذلك، يبدو أن هناك إصرارًا في الغرب على رفض كل هذه التغييرات وتصويرها على أنها ليست أكثر من تجميلية".
وأضافت: "تتكون الحكومة الأفغانية من حركة طالبان فقط، وهي بالكاد شاملة… ولا تزال قضية التعليم الثانوي للفتيات دون حل، فيما أثار المرسوم الخاص بالزي النسائي ضجة دولية غير متناسبة بشكل كبير مع تأثيره على الأرض، حيث تمتثل النساء الأفغانيات بالفعل لقواعد اللباس الإسلامي على أساس يومي… وهذا يعني أن هناك مشكلة أساسية في التفاعل بين المجتمع الدولي وطالبان، ترقى إلى مستوى حوار الطرشان".
وأشارت المجلة إلى أن "المجتمع الدولي يطالب طالبان بحكومة شاملة، واحترام حقوق المرأة، وإعادة فتح مدارس البنات بالكامل، فيما تطالب طالبان المجتمع الدولي بالاعتراف بالإمارة الإسلامية، والعلاقات الدبلوماسية الرسمية، ومقعد في الأمم المتحدة".
ونبّهت المجلة إلى أن "طالبان حظرت زراعة خشخاش الأفيون، مع الأخذ في الاعتبار أن 90% من الهيروين في العالم ينشأ في أفغانستان، وأن ذلك يجب أن يكون خطوة مرحبا بها دوليًا، إلا أنها قوبلت بسخرية في الغرب".
وقالت: "يركز الغرب بشدة على أهمية حقوق المرأة وتعليم الفتيات.. وتستخدم هذه القضايا كعصا للتغلب على طالبان في كل اجتماع يعقدونه مع الدبلوماسيين الدوليين".
المجتمع الدولي
وتابعت: "استمرار التأكيد على هاتين النقطتين يضخم من أهميتهما بشكل كبير على طاولة المفاوضات.. وبالنسبة لحركة طالبان، يبدو أن هذه القضايا تمثل عناصر عالية القيمة للمجتمع الدولي، ويجب التفاوض عليها بعناية وفقط مقابل العناصر عالية القيمة التي ترغب فيها طالبان".
وأعربت المجلة عن اعتقادها، بأنه "من خلال إعطاء مثل هذه القيمة العالية لقضايا معينة، فإن طالبان بدأت تشك في أن المجتمع الدولي لديه أجندة خفية، وأن حقوق المرأة هي حصان طروادة للنوايا السياسية الشائنة".
وقالت: "تخشى طالبان أن يتفوق عليها العدو الذي يعتقدون أنهم هزموا في ساحة المعركة.. لذلك، هناك افتقار مروع للثقة بين الطرفين، ومن غير المرجح أن تنجح المفاوضات الحالية من أي ثقة".
وأشارت المجلة إلى أنه "بعد أن فشلت طالبان في إحداث تغيير حقيقي بالنسبة للأفغان ككل، تميل الحكومات الغربية إلى العودة إلى خطابها القديم من خلال الادعاء بأن طالبان لم تتغير".
وختمت تقريرها بالقول: "لا يزال هناك متسع من الوقت للتعامل بإخلاص مع طالبان، لكن ذلك سيعني إجراء إصلاح شامل للنهج الذي يستخدمه الدبلوماسيون الغربيون وضباط المخابرات حتى الآن.. والأفكار الجديدة والبراغماتية أمر حتمي والبديل هو أن يخذل المجتمع الدولي شعب أفغانستان مرة أخرى".