أباح دمه الغزالي ومرشد الإخوان.. قصة المناظرة التى تسببت فى اغتيال فرج فودة
في مثل هذا اليوم 8 يوليو 1992 اغتيل المفكر الكبير الدكتورفرج فودة الذى اغتاله الإرهاب الآثم بسبب مناظرة تمت في معرض القاهرة للكتاب، وكان عنوان المناظرة "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، انقسم فيها الحاضرون إلى فريقين، الأول إسلامي التوجه ويضم الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان المسلمين مأمون الهضيبي والمفكر محمد عمارة، وشمل الفريق الثاني الدكتور فرج فودة والكاتب محمد خلف الله في مناظرة أعدتها الهيئة العامة للكتاب
تحدث الشيخ الغزالى فى المناظرة عن الدولة الإسلامية مؤكدا أن الإسلام دين ودولة، وقال نفس الكلام مرشد الاخوان مأمون الهضيبى، لكن تعالت الأصوات تهدد وتحذر كل من يعترض على كلام الغزالى والهضيبى.
رد فرج فودة
ووقف الدكتور فرج فودة يرد ويقول: الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك، مشيرًا إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهدًا بتجارب لدول دينية مجاورة مثل إيران قائلًا: إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم، ثم قال للجميع "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها.
وأضاف فودة أنه لا أحد يختلف على الإسلام الدين وبين الإسلام الدولة، رؤية واجتهادًا وفقهًا، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم وأدعو الله أن يهتدي الجميع بهدي الإسلام، وأن يضعوه في مكانه العزيز، بعيدا عن الاختلاف والمطامع ).
تكفير فرج فودة
بعد هذه الكلمة صدر بيان موقع من جبهة علماء الازهر يكفِّر فرج فودة، وفى مثل هذا اليوم 8 يونيو 1992 انتظر شابان من الجماعة الإسلامية على دراجة بخارية أمام جمعية التنوير المصري التي كان يرأسها فرج فودة بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فودة.
وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق آخرأطلقوا عليه الرصاص، وبعد القبض عليهم اعترفا بأنهما قتلاه بسبب فتوى دينية بقتل المرتد، كما انه يروح لكتب تدعو الى الكفر، وتبين في التحقيقات ان القتلة أميين لم يقرأوا هذه الكتب
وفي شهادته في محكمته قال الشيخ محمد الغزالي، "إنهم قتلوا شخصًا مباح الدم ومرتدا، وهو مستحق للقتل، ففرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسؤول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد، كما إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس، وهذا ما حدث بالفعل.
الدين والسياسة
الكاتب المفكر فرج فودة من مواليد عام 1945 بمحافظة دمياط وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس طالب طوال كتاباته بفصل الدين عن السياسة وتعرض لهجوم شديد من جبهة علماء الأزهر.