ضرب رأس الأخطبوط.. خطة أمريكا وإسرائيل لتوريط مصر في حرب إقليمية مفتوحة
تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولات مقلقة، وتحركات أمريكية - إسرائيلية مشتركة لهدف خلط الأوراق وتوريط العرب فى حرب مفتوحة مع إيران، بعدما باتت المواجهة مكشوفة بين الأطراف وتشير التقديرات لفشل جهود محاولة إحياء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية، بعدما عقدت تل أبيب جهود الرئيس الأمريكى جو بايدن، الرامية لإحياء الاتفاق الذي عقده الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015، وأفشله فيما بعد الرئيس السابق دونالد ترامب.
نشر منظومة رادارية
وحمل أمس الخميس، سلسلة مفاجآت حول ترتيبات لواشنطن وتل أبيب، لدفع المنطقة فى مواجهة مفتوحة مع طهران، وتحويل الخلافات الدبلوماسية إلى مواجهة عسكرية، وأفادت القناة 12 العبرية، أن اسرائيل أعلنت عن نشر منظومة رادارية في عدة مناطق بالشرق الأوسط، بينها البحرين والإمارات فيما لم يتم الكشف عن باقى أسماء تلك الدول.
وجاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تغيير الاستراتيجية الإسرائيلية بضرب رأس الأخطبوط الإيراني وليس فقط أذرعه.
ضرب رأس الأخطبوط
وقال بينيت الثلاثاء الماضى: "تكثف إسرائيل نشاطاتها ضد رأس الأخطبوط الإرهابي، وليس ضد أذرعه فقط كما كان في الماضي".
وخلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أشار إلى أن العام الماضى شهد تحولا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه إيران.
وأضاف فى تصريحاته: أن ما أسماه "أيام الحصانة للنظام الإيراني الذي يعمل بواسطة جهات تدور في فلكه وتبث الإرهاب وتستهدف إسرائيل، قد ولت، ونحن نعمل في كل مكان وزمان ونواصل هذا العمل بلا هوادة".
دمج الدفاعات الجوية
ملامح هدف إسرائيل وأمريكا فى توريط العرب فى تلك الحرب وجرهم لساحة المواجهة المفتوحة بهدف سرقة ثرواتهم النفطية وتدمير جيوشهم القوية، فسره إلى حد كبير ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الخميس أيضا تزامنا مع معلومة نشر الصواريخ الإسرائيلية التى أوردناها فى السطور السابقة، حيث قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ستعمل مع إسرائيل والدول العربية لدمج الدفاعات الجوية ، وذلك لإحباط التهديدات من إيران، بموجب قانون مقترح من الحزبين الديمقراطي والجمهوري سيعرض على الكونجرس الأمريكى اليوم.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، سيطلب التشريع المقترح من البنتاجون المساعدة في دمج الدفاعات الجوية في الشرق الأوسط لتحفيز التعاون الأمني ضدّ تهديدات طهران.
وبموجب مشروع القانون الأمريكى، يجب على البنتاجون تقديم استراتيجية تحدد "نهجًا لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل" في غضون 180 يومًا من تاريخ اتخاذ الإجراء كقانون، وفقًا لمسودة مشروع القانون.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإنه من شأن هذا الدفاعات أن تحمي المملكة العربية السعودية وقطر والأعضاء الأربعة الآخرين في مجلس التعاون الخليجي بشكل أفضل.
نظام صاروخي متكامل
يتطلع التشريع، الذي طرحته النائبة الجمهورية جوني إرنست والنائبة الديموقراطية جاكي روزن، بمجلس الشيوخ، إلى جعل البنتاجون ينسق مع الحلفاء والشركاء لتحديد نهج الهندسة والاستحواذ لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل.
وقالت السيناتور جوني إرنست، في مؤتمر صحفى لاحق: “قانون ردع قوات العدو وتمكين الدفاعات الوطنية لعام 2022″، أو قانون الدفاع، إن هذا سيكون لمواجهة إيران وهجماتها المستمرة في المنطقة.
وقالت: إن هذه الهجمات تهدد أمن شركائنا، أعضاء الخدمة الأمريكية المتمركزين في المنطقة وحولها، وتشكل تهديدًا مستمرًا لوطننا”.
وأشار إرنست إلى أنه لا يمكن ردع مكافحة الأعمال الإرهابية المتطرفة إلا إذا مكنت الولايات المتحدة حلفائها في الشرق الأوسط من مواجهة التهديد الذي تشكله إيران ووكلائها المتطرفين بالمنطقة.
اتفاقات أبراهام
واستشهدت باتفاقات أبراهام التي توسط فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنها مفتاح للتعاون في مجال الطاقة والاقتصاد والسفر والثقافة بين إسرائيل وشركاء واشنطن في الشرق الأوسط.
وأكملت إرنست: “إن تشريعاتنا المكونة من مجلسين من الحزبين تسلط الضوء على دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وإسرائيل والأردن ومصر ودول أخرى حددها وزير الدفاع”.
وتابعت: “يتطلب مشروع القانون هذا أيضًا من وزارة الدفاع بناء استراتيجية لتنفيذ التعاون الأمني وصياغة وتقييم بيئة التهديد الحالية”.
وسيتطلب مشروع القانون أيضًا دراسة التمويل اللازم له، بما في ذلك الأموال من الولايات المتحدة وأصحاب المصلحة المحتملين، لدعم بنية دفاعية متكاملة.
وقالت إرنست: “نعتقد في النهاية أن الكونجرس سوف يتبنى نية قادة الأمن القومي لدينا لمواجهة التهديد من إيران ووكلائها من خلال وضع الأساس للتعاون الأمني مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة”.
ومن جهتها، قالت السيناتور روزين إن مشروع القانون من شأنه تحسين الأمن الجماعي في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى قيام وكلاء إيرانيين ومدعومين من إيران بمهاجمة وقتل عدد لا يحصى من العسكريين والمدنيين الأمريكيين، مضيفة أن قدرات الطائرات بدون طيار المسلحة لطهران تتقدم بسرعة.
ومن جانبهم قدم أعضاء الكونجرس مشروع قانون مماثل إلى المجلس، يطالب البنتاجون بإصدار تقرير إلى الكونجرس حول جدوى إنشاء صندوق لنظام دفاع جوي متكامل لمواجهة التهديدات الإيرانية، بما في ذلك صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والهجمات الصاروخية، وفق بيان عضو الكونجرس ديفيد ترون.
وليست هذه المرة الأولى عبر التاريخ التى تسعى واشنطن وتل أبيب، لجر جيوش المنطقة فى حرب مفتوحة مع إيران تنهك الجميع، ودائما ما يضع المشرع الأمريكى مصر والأردن فى مقدمة تلك الخطط، لكونهم من أكبر الجيوش فى المنطقة ويمتلكان عقيدة عسكرية قومية بعيدة عن الصراعات المذهبية، ومن المعلوم أن القاهرة وعمان لا تميل عقيدتهم العسكرية للتدخل فى الشئون الخارجية وقائمة فى الأساس على حماية حدود الوطن.
وترغب أمريكا فى الانسحاب من الشرق الأوسط وتركه بؤرة صراع مفتوحة بهدف التحرك تجاه آسيا لمواجهة النفوذ الروسي والصينى والمتنامى.