الشيخ الشعراوي يشرح ما هو الحج وما الحكمة منه؟
شهر بالتمام والكمال ويقوم المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها بأداء فريضة الحج لهذا العام فما هو الحج وما هي الحكمة من فرضه عن الحج وماهية الحج؟
وفي هذا الصدد، قال فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى “رحمه الله”: بحلول موسم الحج في كل عام تمتلئ القلوب شوقا للذهاب الى بيت الله الحرام لأداء الركن الخامس من الإسلام وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من متعة روحية لا تعادلها متعة أخرى..من إحساس بالقرب من الله، ومن انشغال بالله سبحانه وتعالى عن خلقه جميعا سواء كانوا أهلا أو أقارب أو عشيرة أو غير ذلك من صلات القربى.
وتابع: أن المسافر لأداء فريضة الحج يترك كل شيء ويتفرغ لعبادة الله، يترك أهله وماله وأصدقاءه وسلطانه، انه يخرج من الحياة التي ألفها ليتقرب من الله في صلاة وطواف وتلبية وذكر وتسبيح، لا يكل ولا يمل..يخضع لله قلبا وقالبا، وتزداد طاعته لربه كل يوم، فتتنزل الرحمات على القلوب فتسيل الدموع من العيون ويشعر الانسان ان الدنيا كلها بما فيها .
الركن الخامس
وأضاف: أن المسافر لأداء فريضة الحج يترك كل شيء وللسلام في العبادة: فالحج هو الركن الخامس من اركان الإسلام فرضه الله على المستطيع الذى يملك الصحة والمال والقدرة على أدائه، والحج ككل متطلبات الايمان عطاء ألوهية وليس عطاء ربوبية، فالله سبحانه وتعالى ينعم على خلقه جميعا بما يحفظ حياتهم ن طعاب وشراب ومأوى، ولكن اذا جئنا للايمان فإنه فإنه سبحانه لا يكلف إلا من آمن به، ومن دخل في عقد إيمانى مع الله سبحانه وتعالى وقال: يارب آمنت بك الها واحدا أحدا خالقا..فعلمنى كيف اعبدك وأمرنى فأطيعك وأنهنى فلا اقترب مما نهيتنى عنه.
اعظم النعم
واستكمل: يبدأ الحاج رحلته بقوله: لبيك اللهم لبيك، ومعنى التلبية انك تجيب دعوة الداعى لك..وهو الله سبجانه وتعالى الذى يسر لك حج بيته وأعانك عليه بالنفقة والاستطاعة، وأنت بهذه التلبية تعلن خروجك امتثالا لأمر الله الذى انعم عليك بأجل النعم وأعظمها..حج بيته العتيق.
وتابع: يقول الحاج بعد الاحرام بالحج " لبيك اللهم " أي لبيك يامن كلفتنى بأداء هذه الشعيرة، وهذا معناه ترحيب بالتكليف وصفاء النفس لتقر بأن كل تكليف لله تعشقه النفس وهو أمر محبوب إليها، والتكليف عادة ما يكون شاقا على النفس، لأنه يقيد حركة الانسان بأن تأمره بفعل أمر معين أو تنهاه عن إتيانه مهما يكن موقفك منه من حب او كراهية، فالامتثال لأمر الله هو الدليل على قوة الإيمان، الإنسان المؤمن يتلقى التكليف من الله بعشق سواء كان أمرا بأفعل ـ او نهيا بلا تفعل.
وأختتم: أن الحاج يترك كل شيء يألفه، يترك بيته ويترك وطنه ويترك أهله وأولاده ويترك ماله وثيابه التي يحبها ويترك أشياء كثيرة أحلها الله له..هو في رحلته يتجرد من أشياء كثيرة.
