سر تزايد المطالبات بتدريس أخطار أفكار الإسلام السياسي في الجامعات العربية
رغم أفول الفكرة بشكل شبه تام، وتراجعها في الشارع العربي بسبب تداعياتها على البلدان التي خرجت تبحث عن العدالة والاستقرار والحرية قبل نحو 10 سنوات في الثورات العربية، لكن هناك من يريد بكل قوة تدريس الإسلام السياسي في الجامعات، وإيجاد متخصصين على علم ودراية بهذه الأفكار، ما يمنح المجتمعات العربية والإسلامية سياجا علميا في مواجهتها.
عن تفكيك أفكار الإسلام السياسي
يقول عبد الله العتيبي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإسلام السياسي، مصطلح يشتمل على أصولٍ وفروعٍ تمتد لما يقارب الثمانية عقود في أكثر من مكانٍ بدول العالم الإسلامي، قبل أن ينتشر في كافة المعمورة، وجميعها بحاجة حقيقية للإحاطة بها من كافة الجوانب بمنهج أكاديمي صارم يكشف جوانبه ويرصد أبعاده.
ويضيف: يجب التعمق فيه منهجًا وتنظيماتٍ، خطابًا ومفاهيم، طبيعةً وعلاقاتٍ، وهذه الإحاطة به يمكن أن تكون فرعًا جديدًا في العلوم الإنسانية في العالم، موضحا أن أجدر من يقوم بذلك هم المسلمون أنفسهم، والجامعات والأكاديميات التي تشتمل على أقسامٍ تناقش ظواهر اجتماعية وثقافية تشكل أولوية لدى بعض دول العالم، ولكنها تغفل عن إنشاء أقسامٍ تعنى بمشاكل الدول المسلمة.
تعريفات أساسية
ويستكمل: الإسلام السياسي، يحتاج لعمل تعريفات تأسيسية بشكل علميٍ محكم، بحيث يتم خلاله تعريفه وموضوعه وأصوله وفروعه، مضيفا: يجب تناول الكثير من الموضوعات والبحوث والتفرعات، مع العمل على رصد تاريخ هذه الظاهرة، ومتى بدأت، وكيف ظهرت على السطح، وكيف تطورت تاريخيًا عبر عقود، سواء في الهند، أم في مصر، أم في إيران، أم في بقية العالم.
ويتابع: هناك أهمية لتناول هذه الظاهرة في أهم المناطق التي انتشر فيها، ورصد خصائص كل منطقة، وعلى سبيل المثال يمكن تقسيم التناول لهذا مبدئيًا ضمن عدة فروع منها، الإسلام السياسي في الهند وباكستان وأفغانستان وكشمير، والإسلام السياسي في العالم العربي.
بلد المنشأ
ويستطرد: يجب دراسته في مصر بلد المنشأ عربيًا ثم في كل دولة عربية على حدة، كمصر والسعودية والإمارات والعراق وسوريا والمغرب العربي، والإسلام السياسي في بلاد الملاوي، ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، والنسخة الشيعية للإسلام السياسي، ورصد العلاقات والتأثيرات بين النسختين السنية والشيعية، والعمل على معرفة الإسلام السياسي في الدول الغربية والشرقية وبقية دول العالم ومناطقه.
ويختتم: تناول المفاهيم الحاكمة والمبادئ الرئيسية للإسلام السياسي، ينتهي إلى فهمها تماما، مثلما حدث مع الشيوعية والنازية والفاشية والتنظيمات التي هددت أوروبا مطلع القرن العشرين، لافتا إلى ضرورة إيجاد فهم علمي لتفاصيل أيديولوجيات الإسلام السياسي المتعددة وخطابات جماعاته ورموزه، والأهداف والغايات التي يعمل لأجل تحقيقها.