رئيس التحرير
عصام كامل

معارك القوى العظمى.. الصين وأمريكا في صراع السيطرة على الفضاء

الفضاء
الفضاء

أصبحت ساحات الصراع بين القوى العظمى في مناطق عديدة والفضاء أصبح جزء من تلك الساحات خاصة بين الصين والولايات المتحدة، خاصة أن الخلافات الأمريكية-الصينية متواصلة، وكل قوى لديها مساعي تهدف إلى “عسكرة الفضاء"، ويأتي ذلك في ضوء تحذير تقرير أمريكي من أن موسكو وبكين تعملان على زيادة إنفاق كل منهما على العمليات الفضائية، بنسبة كبيرة تصل إلى نحو 70% منذ عام 2019.

 

الولايات المتحدة

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت تشكيل ذراع عسكرية جديدة، هي القوة الفضائية، مهمتها ضمان الهيمنة الأمريكية على الفضاء باعتبارها ساحة المعركة الجديدة، في مواجهة التحدي الصيني. وأصبحت القوة الفضائية الأمريكية، هي الفرع السادس للقوات المسلحة الأمريكية، بعد أسلحة البر والبحر والجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.

 

من ناحية بدأ ثلاثة رواد فضاء صينيين مهمة تمتد لستة أشهر لاستكمال بناء محطة الفضاء الصينية الجديدة "تيانجونج"، في أحدث خطوة تتخذها الصين لتُصبح قوة فضائية رائدة في العقود المقبلة، إذ ستطلق العام المقبل، التلسكوب الفضائي "سونشيان" ليحلق بالقرب من المحطة الفضائية ويلتحم بها بغرض الصيانة وتزويدها بالوقود.

 

الصين

ووفقًا لتقرير أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الصين وضعت الوحدة الأساسية الأولى من محطتها الفضائية "تيانجونج" (القصر السماوي) في المدار العام الماضي، وتُخطط لإضافة المزيد من الوحدات، مثل مختبر "مينجتيان"، بحلول نهاية العام الجاري. 

 

وستحتوي محطة الفضاء الصينية على أماكن معيشة وأنظمة طاقة ودفع وحفظ الحياة، إذ تعد الصين ثالث دولة في التاريخ ترسل رواد فضاء إلى الفضاء وتبني محطات فضائية بعد الاتحاد السوفيتي (روسيا الآن) والولايات المتحدة.

 

وتمتلك الصين طموحات كبيرة بشأن محطتها الفضائية، وتأمل أن تحل محل محطة الفضاء الدولية "آي إس إس" المقرر تفكيكها في عام 2031.

 

رواد الفضاء الصينيين

وأشارت "بي بي سي" إلى استبعاد رواد الفضاء الصينيين من محطة الفضاء الأمريكية بموجب قانون أمريكي يحظر على وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مشاركة بياناتها مع الصين.

 

ولفت التقرير إلى أن طموحات الصين لا تنتهي عند محطة "تيانجونج"، بل إنها ترغب في أخذ عينات من الكويكبات القريبة من الأرض بعد بضعة أعوام.

 

وفي العام 2030، تهدف الصين إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر لأول مرة وإرسال مسابير لجمع عينات من كوكبي المريخ والمُشتري.

 

وبينما تتوسع الصين في الفضاء، يهدف العديد من الدول الأخرى أيضًا إلى الوصول إلى القمر، وفي هذا الصدد تُخطط "ناسا" للعودة إلى القمر بإرسال رواد فضاء من الولايات المتحدة ودول أخرى بدءًا من عام 2025 فصاعدًا، كما كشفت عن صاروخها العملاق "SLS" في مركز كنيدي للفضاء. 

 

وأرسلت الصين أول أقمارها الصناعية إلى المدار في عام 1970، في وقت مرت فيه البلاد باضطرابات هائلة بسبب الثورة الثقافية. وكانت الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وفرنسا، واليابان هي القوى الوحيدة التي تمكنت من الوصول إلى الفضاء في هذه المرحلة.

 

وأطلقت الصين أكثر من 200 صاروخ في السنوات الـ 10 الماضية، وأرسلت مهمة غير مأهولة إلى القمر باسم "تشانج -5" لجمع وإعادة عينات صخرية، كما وضعت الصين علمها، الذي كان أكبر من الأعلام الأمريكية، على سطح القمر. 

 

14 رائد فضاء

ومع إطلاق مركبة الفضاء المأهولة "شنتشو-14"، تكون الصين قد أرسلت 14 رائدًا إلى الفضاء، مقارنة بـ340 أرسلتهم الولايات المتحدة و130 آخرين أرسلتهم روسيا.

 

ولكن الصين واجهت انتكاسات أيضًا، ففي العام 2021، سقط جزء من صاروخ صيني من المدار في المحيط الأطلسي، وفشلت في إطلاق صاروخين في عام 2020.

ونقلت "بي بي سي" عن وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قولها إن 300 ألف شخص على الأقل شاركوا في مشاريع فضاء صينية، أو ما يقرب من 18 ضعف عدد العاملين الحاليين في "ناسا".

الجريدة الرسمية