رئيس التحرير
عصام كامل

التفكك الأسري

هو ظاهرة خطيرة في المجتمع ليس مجرد مظهر من مظاهر التدهور الإجتماعي والإنساني، فتعالوا بنا نتعرف على مظاهر وأشكال التفكك الأسري: أول أشكال التفكك الأسرى هو عدم وجود لغة حوار بين أفراد الأسرة الواحدة أوعدم التفاهم والتواصل المتبادل الهادف في أمور حياتهما وحل مشكلاتهما بإسلوب راق بعيدًا عن العنف بكل أشكاله، كذلك تبادل الشجار والجدال والعند والصوت العالى والعصيبة الطاحنة والتحدى والندية والغضب السريع وعدم التنازل عن الرأى مستندًا على أنه على صواب مطلق.. 

 

وكذلك عدم تقوية العلاقة بينهما بروح التعاون المشترك فى تكوين الأسرة وعدم بث روح المحبة والإحترام المتبادل بينهما وبين الأهل والأصدقاء وتبادل الإتهامات المستمرة بالكذب دون إثبات أدلة واضحة. والسبب في ذلك فقدان ثقة المتبادلة.

 

مظاهر التفكك الأسرى

 

ومن مظاهر التفكك الأسري غياب روح التقوى والبر والإيمان والمعاملة الصالحة، وبث روح الغيرة المدمرة  والشك الدائم بينهما.. السبب هو الفكر الدنس طبع الخيانة. فالإنحراف الأخلاقى من أحدهما مثل تعاطى أى نوع من المخدرات وشرب الخمور ولعب القمار واللهو وسهر الليالى الفاسدة وضياع الوقت الطويل على المقاهى والكافيهات مع الأصدقاء وعدم المسئولية وإحترام النفس وكرامة شريك الحياة.. السبب من ذلك البعد عن الله وفقدان حياة القداسة والتقوى.

 

وكذلك من مظاهر التفكك عدم بث روح الجمال والابتسامة والبشاشة والترحاب والتشجيع الايجابى المستمر من الطرفين. السبب من ذلك هو عدم الإعتزاز بالنفس. فضلا عن عدم ضبط النفس وسرعة الغضب والإندفاع وفقدان الحكمة  في حلول أي مشكلة مما يجعل أحدهما يتخذ قرارًا وحكمًا على الآخر مما ينتج عنه ظلم بين ويكون ضحية ذلك.


بث روح الغرور والعظمة والتعالى وعدم الطاعة الايجابية الذى أوصى بها الله القدوس بسبب الوسط العائلى المرموق أو كبر السن أو الحصول على  المؤهل الأفضل والأعلى أو الوظيفة العليا أو الحصول على مصدر المال الأعلى للصرف فى المعيشة الاسرية والحياتية، مما يسيطر أحدهما على الآخر بأنه صاحب القرار النهائى وهنا يجعل أحدهما فى إذلال.. مما يؤدى إلى التعالى المستمر لأحد الطرفين على الآخر.

 

بث روح النكد الدائم الذى يجعل أحدهما يكره رؤية الآخر والجلوس معه.. عدم تبادل العواطف ومشاعر الحب والتقارب النفسى وبث العبارات الدافئة الممزوجة بالاحساسيس الوجدانية.. هذا يفقد الحنو والطمأنية المتبادلة والآمان بينهما.. وهو ما يؤدى إلى  فقدان السلام الداخلى فى القلب.

 

عدم الإهتمام وإنشغال أحدهما عن الآخر فى كل أمور حياته المعنوية والصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم الاعتزاز به وهدم ثقته المستمرة فى نفسه وعدم التشجيع في حالة النجاح والتقدم وإنشغاله عنه لكى يعيش وحيدًا منفردًا على نفسه بالهوايات الشخصية فيصبح كل شخص عايش مع نفسه وهو ما يؤدى إلى الأنانية.

 

السيطرة الكاملة في مصاريف المعيشة لأم الزوج مثلا بحجة الإقامة الدائمة للزوجين معها في منزل واحد.. هنا كارثة بجد فنجد الحياة والبيت بلا طعم ولا إستقرار..  وكذلك عدم مواجهة المشاكل بين الزوجين في سرية كاملة وحكمة عظيمة مما يعطى مساحة بدخول الأهل والأصدقاء في الخوض في حياتهما ثم التعلق الزائد بالأهل، مما يجعل أحدهما أسيرًا لأهله ويكون فى حالة من الانصياع والإنسياق في مصير الأسرة وهذه كارثة بكل المقاييس.. السبب من ذلك فقدان الحكمة.

 

عدم إحترام أهل كل منهما في الضيافة المنزلية أو في الخروج أو من اللفظ المعنوى والمعايرة بهما في حالة ظروفهما المالية أوعدم المساندة والمساعدة منهما ماديًا أو معنويًا في حالة ضيق المعيشة معهما أو النظر والمطالبة بالميراث الشرعى في حالة وجودهم على قيد الحياة.. السبب من ذلك فقدان عزة النفس.

 

الطمع وأصدقاء السوء

 

الإنشغال بالتحريض المستمر نحو الآخر على كره أهله وبَعدهم عنه والتحرر منهم بسبب أى مواقف سخيفة لا تستحق، وهذا جرم في حق الله بدلًا من البر بهم وهو ما يؤدى إبى فقدان محبة الله. وكذلك وجود علاقات تجارية أو قروض كسلفة نقدية وقتية أو تشغيلها كنوع من الربح بين أهل أحدهما مما يفقد الثقة بينهما بالطمع والجشع والحقد والاستغلال والإنتقام.. قد تؤدى هذه الأمور إنفصال أحدهما مما يسبب فقدان العدل والحق والرحمة.

 

إعطاء المساحة والسماح بدخول أصدقاء السوء بين الزوجين والدخول والخروج المشترك معهم مما يجعلهم يسوقون حياتهما في الشر وراء خطوات الشيطان وأعوانه.. السبب في ذلك البيئة والإختلاط  والمعاشرارت الردية.

 

من أخطر مظاهر التفكك الأسري هو الإهمال وعدم الإعتزاز بالآخر وهنا يدورالشك والخيانة. وكذلك السيطرة الأحَادية على الجسد بالحرمان من ممارسة العلاقات الحميمة مع شريك الحياة كنوع من العقوبة أو المساومة لتحقيق رغبتة فى ممارسة العلاقة غير الشرعية أو الوصول لتحقيق رغبة مالية أو إجتماعية، وهذا حرمه الله فلا تسلط الزوج على جسده بل المرأة ولا تسلط المرأة على جسدها بل الرجل لأنهما قد صاروا جسد واحد أمام الله.. 


ومن مظاهر التفكك الأسري أيضا عدم الاتكال على الله سبحانه وتعالى بإنه الراعى الأعظم والأعلى لهما بنعمة الحياة والعطية الصالحة وفقدان الثقة فى وعوده الصادقة والأمينة نحوهما بالاتكال على زارع البشر ووجود المال وعدم ذكر إسمه القدوس فى حياتهما أو فى بيتهما مما يجعل حياتهما فى جحيم مستمر يقوده الشيطان وأعوانه.. 

 


وكذلك بث روح التذمر الدائم وعدم الرضا وعدم الصبر والشكر من الله والمقارنة بين حياة الأسر ومكوناتها وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية من الأقارب أو من الأصدقاء بسبب عدم الإجتهاد نحو التقدم أو ضيق المعيشة وهنا يظهر الإنسان معدنه وأصله الحقيقى.. وأخير عدم وجود مرشد روحى وإجتماعى وأسرى في حياة كل منهما يكون من أهل الثقة يخاف الله ويحافظ على أسرارهما..

الجريدة الرسمية