رئيس التحرير
عصام كامل

الرأى الكنسي بخصوص المثلية الجنسية (4)

نتحدث هنا عن زواج الإناث بالإناث الذى نهى الرب عنه، نظرًا لأضراره، كما أطلق الرسول بولس تسمية الزواج غير الطبيعى، والاستعمال غير الطبيعى، عن زواج الذكور بالذكور، والإناث بالإناث. نظرًا للآضرار التى تترتب على كل  منهما، النجاسة، وإهانة أجساد كل من يرتكبون هذه الأفعال القبيحة، وإليك ما جاء حول هذا الزواج الخاطئ: "لذلك أسلمهم الله أيضًا فى شهوات قلوبهم إلى النجاسة، لإهانة أجسادهم بين ذواتهم.. وإلى أهواء الهوان، لأن إناثهم، استبدلن الاستعمال الطبيعى بالذى على خلاف الطبيعة" (روا:24،26). 

 

تسميات عديدة تم إطلاقها على هذا الزواج غير الطبيعى، وأضرار عديدة يسقط فيها كل من ينجرفون فى هذا التيار المنحرف سلوكيًا. 

فنجد الكتاب يسمى هذا الزواج بالارتداد عن الزواج الشرعى الطبيعى والتبعية للأرواح المضلة، وتعاليم الشياطين. ومن المعروف أن الطريق  المستقيم للزواج، هو الزواج الشرعى الذى رسمه الله للبشرية، أن تسلك فيه، طبقًا لأوامره الإلهية.
 

أما عن زواج المثليين، قيطلق عليه الزواج غير الشرعى والطريق غيرالمستقيم.. لانه يقود الناس للضلال، بعيدًا عن الله وعن الكتاب المقدس وعن شرائع سر الزيجة المقدسة، وعن الأهداف الإلهية المقصودة من الزواج، فمن هنا جاء قول القديس بطرس فى رسالته الثانية عن زواج المثليين: أنه هو رجوع لنجاسات العالم وأرتداد عن البر، والعمل بوصايا الله.  بل شبه أيضًا بتشبيه صعب وهو، وهو أنهم مثل الكلاب التى تأكل قيئها، الخنازير المغتسلة من أصحابها وترجع مرة أخرى للأوساخ والعفن مرات ومرات، لا تدخل تحت الحصر.. وفى المثل الصادق، كلب قد عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسله إلى مرأغه الحماة " (2 بط 2: 20-22). 

 

بالرغم من أن الله خلق البشرية على صورته ومثاله، وجعلها كائنات عاقلة ناطقة إلا أن هذه الخطية، وهذا الزواج غير الطبيعى، حول البعض من البشر إلى حيوانات غير عاقلة وغير ناطقة ومصيرها الصيد والهلاك.. ومن التشبيهات الصعبة، التى شبه بها الكتاب أصحاب هذا الزواج: شبهم بالآبار التى بلا ماء، والغيوم التى يسوقها النوءُ، والنهاية المظلمة الصعبة. 

 لذلك تنجسهم لأنهم يفعلون هذه الأفعال المحرمة، باستهانة وجسارة وإعجاب لأنفسهم وبدون خوف، وهذا ما قيل فى هذا الصدد: "ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد فى شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة، جسورون معجبون بأنفسهم، لايرتعبون أن يفتروا على ذوى الأمجاد ( 2بط 10:2).

 

خطورة الزواج الشاذ

 

ومن خطورة هذا الزواج الشاذ فقدان الحس ببشاعة الفعل وتسليم الإنسان وكل كيانه للدعارة وكل نجاسة. وتصديقًا لهذا قال الكتاب "الذين هم فقدوا الحس، أسلموا أنفسهم للدعارة، ليعملوا كل نجاسة فى الطمع، أما أنتم، فلم تتعلموا المسيح هكذا" ( أفسس 4:19- 20) كما أن القديس بطرس الرسول فى رسالته الثانية قال: شهد الروح القدس، عن تدخل الرب فى إنقاذ الصديق لوط البار من وسط الأردياء فى الدعارة قبل حريق سدوم وعمورة بنار وكبريت من السماء، بسبب هذه الأفعال الأثيمة: "وأنقذ لوطًا البار مغلوبًا من سيرة الأردياء فى الدعارة" (2بط 7:2).

 

من الملاحظات الخطيرة على أصحاب هذا الزواج الخاطئ، أنهم مبتدعين شرورًا، لأن التعليم والسلوك البشرى الخاطئ، يقال عنه بدعة، وبالرجوع لمصادر التعليم المعتمدة فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى سر الزيجة المقدس، فلا توجد أدنى إشارة لشرعية هذا الزواج الخاطئ، فأنهم مبتدعين الشرور.. ولا شرعية لزواجهم المخالف، ولا يمكن الأخذ به على الإطلاق!


يطالب الرب أصحابها بالتوبة والرجوع عنها.. من المعروف والمسلم به عن الخطايا أنها تصنف أنواع ودرجات، لأسباب عديدة، ففى مقدمتها زواج المثليين، وما يترتب عليه من تعديات وأخطاء، فهو يحتسب خطايا إثم، مكتملة الأركان والدرجات. يقود الإنسان للفساد الروحى، ويجعله يعبد الخطية والفساد، بدلًا من عبادة الله الحقيقية. وهذا ما علم به القديس بولس الرسول "المعاشرات الردئية تفسد الأخلاق الجيدة" (اكو 33:15). ويصدر عنه إساءة وأضرار، لشرعية سر الزيجة وللزواج نفسه كسر، وللمسيحية عمومًا كديانة، وللنسل البشرى وبقائه واستمراريته على الأرض.

 

من الجوانب الهامة التى يجب الإشارة إليها فى زواج المثليين وهى: أسباب هذا الزواج وكيفية التخلص منه؟! 

بلا شك من الأسباب الأساسية لهذا الزواج غير الطبيعى هي الفهم الخاطئ للحرية، لا الحرية نفسها.. لانها الحرية كهبة من الله للإنسان، أو للبشرية عمومًا، أمر ضرورى لامشكلة فيها أو منها، إنما المشكلة تكمن فى المفاهيم الخاطئة للحرية.

 

مثال ذلك الزواج غير الشرعى هو سبب من أسباب مشكلة زواج المثليين، لانه زواج بعيد عن شروط الزواج الشرعى، لانه يتم بين ذكر وذكر، وأنثى وأنثى، لا بين ذكر وأنثى كما حدده الله.. أما الزواج الطبيعى الشرعى، فهو الوسيلة والطريقة الصحيحة للتخلص أو لعلاج الزواج غير الشرعى، لانه يتم طبقًا لشريعة الزواج المسيحى الأرثوذكسى بكل جوانبه، ويتمشى مع الوصايا الإلهية الخاصة بالحرية، ولا يتعارض معها.


الخطية والتوبة

 

معروف إن هذا الزواج خطية وشاذ، والتوبة هى الرجوع  عن هذا الزواج غير الشرعى (زواج المثليين)  لأنه معروف أنه كسر وصايا الزواج الشرعى والفهم الخاطئ للحرية، ومرض سلوكى يحمله الشخص الشاذ، فلابد التخلص منه بعلاج طبى لدى طبيب متخصص.. ومن الجهل أيضًا من أضرار هذا الزواج الكارثى والتخلص منه بالتوعية القانونية، والصحية، والروحية، والنفسية، والاجتماعية.. ولا يمكن أن ننكر دور المعاشرات الرديئة فى هذا الامر تصديقًا لهذا، قال الكتاب "المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة " ( اكو 33:15 ).

 


ختامًا.. كما صدرت قوانين تشرع هذا الزواج غير المشروع، تصدر أيضًا قوانين تلغى ما صدر من قوانين سابقة، وتمنع إتمام هذا الزواج الدخيل مرة أخرى، وتحرمه، وذلك لإصلاح ما ترتب على قوانينها من أضرار، وإدانة لها، وذلك للهروب من دينونة الله العادلة، التى تدين كل واحد حسب أعماله (رو 6:2)

الجريدة الرسمية