كيف أصبحت المشروعات الصغيرة والمتوسطة أمل الشباب في مستقبل أفضل؟
يتخوف الشباب من الإقدام على اقتحام عالم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأسباب عدة على رأسها الخوف من المنافسة مع الكيانات الكبرى، أو الخوف من فقدان رأس المال المتواضع، ولايعرف أغلب هؤلاء أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تتسيد العالم الآن.
مشروعات صغيرة
يرتاح الشباب في مختلف أنحاء العالم لتجربة أنفسهم في مشروعات صغيرة، للابتعاد عن قيود الوظيفة الحكومية وتعلم ثقافة الثروة لأقل الشرائح الاجتماعية، ودخلت الدولة المصرية حلبة المنافسة بكل قوة وأنجزت قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة الجديد، بما يواكب تطلعات بعض الشباب المصري للدخول في هذا المجال.
وتتسارع في مصر السباقات نحو تدشين الشركات المتوسطة والصغيرة التي أصبحت ضرورية لإشباع سوق العمل والإنتاج، وهناك اتجاهات لأن تصبح الوعاء الأمثل لشغل ثلثي الوظائف المطلوبة في البلاد، كما هو حالها في العالم الآن.
نمو شركات التجزئة
يأتي ذلك في ظل تزايد نمو شركات التجزئة الدولية بسرعة مذهلة خلال العقود الماضية، إذ أصبح توظيف الشركات المتوسطة والصغيرة جزءًا كبيرًا من القوة العاملة في البلدان المختلفة، مع أنها الأقل ارتباطًا حتى الأن بالأسواق الدولية بالمقارنة مع الشركات الكبرى، لكنها تفيد في دعم الصناعة المحلية، وتعويض مشكلات السلاسل العالمية التي ترفض المحلي وتبحث دائما عن تقديم البراند المنتج الخارجي.
وتملك المشروعات الصغيرة والمتوسطة حصة أكبر في الصادرات بأكبر اقتصادات العالم لاسيما أمريكا والصين، فحجمها وبنيتها البسيطة لا تحتاج رأس مال كبير، والقدرة على التكيف مع التغييرات ومعرفة الاختلافات في السوق وإمكانية استيعابها لأي طارئ، إذ لديها القدرة على تقليل العرض في الأوقات التي لا يوجد فيها طلب معتاد.
تستطيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة اكتشاف منافذ السوق الصغيرة والاستفادة منها بشكل أفضل، إذ تتمتع بقدرة أكبر على تلبية احتياجات محددة جدًا لعملائها مما قد تكتشفه أو لا تكتشفه شركة كبيرة أو لن تهتم بالتغطية، ففي الشركات الصغيرة والمتوسطة، يقع اتخاذ القرار عادة على عاتق شخص أو مجموعة صغيرة، وهذا يجعلهم أكثر مرونة من خلال اتخاذ قرارات من الشركات الكبيرة، التي تتطلب القرارات فيها غالبًا آليات صنع قرارات معقدة يشارك فيها الكثير من الأشخاص والفرق.
رؤية الدولة
واحد من أهم أدلة اهتمام مصر بالقضية، قانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة الجديد، الذي يثبت مساندة الدولة المصرية في تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة، بعد أن تم تجربتها في أغلب دول العالم، وأصبح هناك ضرورة للاعتماد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مستقبل الحياة المصرية، ولهذا توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا على جميع المستويات.