تنافسية الاقتصاديات الدولية نحو جذب الاستثمارات
في أطروحة الحكومة المصرية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي -المرحلة الثانية- إستهدف جذب الاستثمارالاجنبي، وتحفيز القطاع الخاص جنبا الي جنب مع المشروعات القومية التي تمثل بنية تحتية لجذب الاستثمار الاجنبي -شبكة الطرق - شبكة الكهرباء - تشريعات- مدن الجيل الرابع- فتحسن ترتيب مصر في موشر التنافسية عام 2019، حيث صعدت إلى الدرجة الـ93 من بين 141 دولة..
ولكن مازالت الآمال معقودة لآن تحتل مصر مرتبة أعلي، حيث إحتلت الإمارات المركز التاسع عالميا بما جعلها جاذبة للاستثمار الدولي، فطرحت الحكومة المصرية المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي لتواجه تحدي التنافسية ودفع القطاع الخاص بهدف ثبات معدل النمو المرتفع مستقبلا.
طرح مايكل بورتر نموذج الماسة أو نظرية الميزة التنافسية الوطنية، وهو مخطط ثماني الأوجه يعمل علي تشريح سبب التنافسية الدولية العالية التي تتمتع بها بعض الصناعات التي ترتكز علي حزمة متكاملة من الميزات التنافسية في بعض الدول، أو الصناعة الوطنية التي تحفز المجتمع المحلي علي الابتكار والتطوير المستمر لتحقيق المنافسة، وحددت النظرية الاقتصادية العوامل للتميز النسبي للدول وهي: الأرض والموقع والموارد الطبيعية والعامل وحجم السكان..
توطين الاستثمار
ولكن يري مايكل بورتر أن وفرة هذه العوامل قد تسبب تراخي، وقد تقلل الحافز نحو إيجاد الميزة التنافسية فعليا فيطرح مفهوم العناقيد ويفنده كمجموعات من الشركات المترابطة الموردين الصناعات المتّصلة والمؤسسات التي تتكامل نحو زيادة الإنتاجية من الشركات إعتمادا علي الإبداع والتطوير.
ويؤكد مايكل بورتر أن دور الحكومات هو تحفيز الاستثمار وخلق التنافسية ودفع الشركات نحو آفاق وطموح في الأداء التنافسي والإبداع والإبتكار بخلق بيئة مستقرة آمنة. وتتلخص أبعاد نموذج الماسة فيما يلي:
- استراتيجية الشركة أو الدولة علي مستوي المنافسة في جذب الاستثمار في ظل العولمة الاقتصادية وتنافسية عالية علي الأسواق.
- شروط الطلب وتقديم سلعة بسعر مقبول وجودة مناسبة تخترق الأسواق المستهدفة.
- قطاعات ذات صلة وقطاعات داعمة للقطاع ذاته تتكامل وتتعاون فترتقي سويا نحو أسواق جديدة.
- العوامل الاساسية للانتاج هى العامل الماهر، رأس المال والبنية الأساسية وإستهداف تعظيمها ضرورة.
أما عن الميزة التنافسية التي تمتعت بها دول شرق أسيا لإجتذاب الاستثمارات في التكنولوجيا "الخبرة المكانية" هو توفر العنصر البشري المؤهل بخبراته من مهندسين وفنين بتكلفة رخيصة نسبيا إلي جانب الحوافز والقوانين بما حقق توطين الاستثمار.
لماذا تفشل الأمم؟
شرح كتاب لماذا تفشل الأمم الذي كتبه دارون اسيموغلو وجيمس روبنسون إجابة عن سؤال كيف تخرج الأمم من دوامة الفقر إلي الإزدهار، وكانت الإجابة هو الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات السياسية والاقتصادية نحو الإزدهار أو التدهور، ونشير أن أهم التجارب الذي أشار إليها الكاتب هي تجربة محمد علي في مصر كأحد أهم التجارب العالمية في بناء الأمم.. وأكد الكتاب أن المجتمعات الناجحة اقتصاديا تتدبر أمر تطوير حزمة أو مجموعة من المؤسسات التي ترعى وتوجه المواهب والكفاءات والطاقات لدى مواطنيها.
في تعريف ملخص لمعني المجتمع الناجح ومن خلال التجارب المقارنة يصل المؤلفان إلى أن الدول المتقدمة والمتأخرة ليس بسبب مواقعها الجغرافية أو ثقافاتها، ولعل الاستشهاد بتجربة كوريا الشمالية والجنوبية يؤكد أن المراكز الصناعية كانت ترتكز في الشمال قبل الانفصال، أي أن مقومات التقدم كانت متاحة للشمال ولكن مركزية الدولة في كوريا الشمالية وعدم إتاحة الفرصة لجميع المواطنين في تحقيق التنمية حقق التفوق للجنوب.
إن دراسة تنافسية الدول ودراسة تجاربها واستراتيجيتها وتطبيقها من خلال دعم القطاع الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي أصبح ضرورة حتمية بعد إنتهاء البنية التحتية للإستثمار لذا طرحته الحكومة في خطتها للمرحلة الثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.