الاختيار ٣.. دعوة لعرضه بالمدارس والجامعات
مسلسل الاختيار ٣ ليس مجرد مسلسل يمجد رئيس دولة أو النظام السياسي الحاكم ولكنه يؤرخ لمرحلة عجت بأوجاع الوطن وجروحه وقصة الخيانة والوقوف علي حافة الحرب الأهلية إلي الانتصار الوطني علي أفكار التطرف والظلامية وقوي الإرهاب الدولي.. إنها قصة فريدة تعكس قدرات الشعب المصري الفريدة التي جعلت مصر بعد عشرة سنوات من الربيع العربي الدولة الأكثر استقرارا في محيط دول تعصف بها الحروب الطائفية.
ونحو مناقشة الأحداث التاريخية والاحداث الحرجة نجح فريق العمل في مزج العمل الفني بين الدراما والتوثيق لينتج عمل مميز ليستحق العمل أن يستمر كمرجع تاريخي مهم. أهم ما في المسلسل هو توثيق المرحلة الحساسة في عمر الوطن والاستناد إلي الدليل الثابت والتسجيلات أو التسريبات..
لذا فلهذا التوثيق دور مهم في فهم وتشريح المرحلة الفاصلة ليتفهمها الأجيال القادمة وأعتقد إن توثيق الاجتماعات السياسية في مراحل الانتقال السياسي بالصوت والصورة واجبا وطنيا لآن ما كان يحدث في الكواليس هو شأن وطني يخص مستقبل كل بيت مصري وكان ضروريا في هذه المرحلة سواء إنتصر الوطن أو إنهزم في معركته ضد الظلامية..
توثيق أيام الخيانة
أعود بالذاكرة عندما تجري اللقاءات الصحفية مع النظم أفراد الملكية المنتهية وكيف تتحدث عن أحداث صادمة وتمتلأ بموضوعات شائكة وقد يصعب اثباتها بالدليل فتقترب إلي ما يشبه الأساطير السرمدية ويختلف التقييم من رأي إلي أخر هذا وقد كان النظام الجمهوري في مصر علي وشك الإنهيار وتحول مصر نحو نظام الحكم الثيوقراطي أو الحكم الديني، لذا وجب التوثيق من أجل محاكمة التاريخ التي قد تكون أشد قسوة وأكثر إيلاما من محاكم القضاء.
المسلسل الوطني أعاد الإخوان إلي نقطة الصفر لاعتمادهم علي نظرية المظلومية واستحضار روح الهولوكست من خلال بدعة رابعة وهذه الروح كانت ولازالت مصدر قوة التنظيمات السرية في استقطاب الجهلاء وكسب تعاطف المجتمع بدعوي المظلومية، وكان هذا هو سرهم الأعظم لعقود ولكن سنة الحكم التي بدأت في ٢٠١٢ كانت كاشفة للخيانة والشره نحو السلطة وغياب القيم التي طالما تشدقوا بها، وبالتالي فإن التذكرة بأيام الخيانة كانت موجعة لدرجة أثارت جنون المتطرفين فشرعوا في حملة منهجية لايقاظ الفتنة وحوادث إرهابية إنتقامية خوفا علي انهيار أسطورة المظلومية التي تمثل لهم أكسير البقاء.
لم تنتهي معركتنا مع التيارات الظلامية حتي لو إنتهي الإخوان تنظيميا ولكن الفقر والجهل هما أدوات التطرف التاريخية، لذا فلديهم أمل وطموح ومازال الوطن يعاني من ويلات الفكر الظلامي والخيانة، لذا أتمني أن يتم تعميم عرض المسلسل علي الطلاب بالمدارس والجامعات بلا إستثناء ليدركوا أحداث فترة فارقة ويتداركوا مستقبلا ما يحاك للوطن من مؤامرات وشراك، لآن إدراك هذه المرحلة وتفاصيلها أخطر بكثير من تفاصيل مراحل تاريخية بعيدة، لانها مؤثرة علي مستقبل مصر.. حفظ الله الوطن وحفظ الله الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي بطل معركة ٣٠ يونيو ضد الظلامية والإرهاب.