وزير الآثار: السياحة المستدامة والبيئية أحد الأعمدة الرئيسية في إستراتيجية 2030
أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن سعادتها بهذا اليوم لأنه يمثل علامة فارقة في الوصول إلى شراكة حقيقية من أجل حماية البيئة بين كافة الأطراف أصحاب المصالح المشتركة بالقطاعات المختلفة من الحكومية والخاصة والمجتمع المدني من خبراء وإعلاميين علاوة على كونه دليلًا عمليًّا على الجهد الكبير الذي تم خلال الـ 15 سنة الماضية والتي استطاعت الوزارة من خلال مشروع دمج التنوع البيولوجي في قطاع السياحة خلال العاميين الماضيين تحقيق العديد من الإنجازات ومن أهمها دمج البعد البيئي في القطاع السياحي والعمل على استغلال الموارد الطبيعية بشكل صحيح لتحقيق النمو في السياحة البيئية ليتم تحقيق التصالح بين القطاعين بالعمل معًا للوصول للاستدامة وهو التحدي العالمي الذي يحقق التناغم بين القطاع السياحي والقطاع البيئي.
جاء ذلك خلال احتفالية إطلاق مشروع "نحو التنمية الخضراء في قطاع السياحة" بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السيد أليساندرو فراكاسيتي الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى مصر وعدد من ممثلى السفراء وأصحاب المصلحة في صناعة السياحة ووسائل الإعلام الدولية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن العمل بين القطاعين السياحي والبيئي لتحقيق التنمية المستدامة كان يتم وفق رؤية وأسس واضحة تضع أهم أولوياتها مصلحة الدولة المصرية كذلك مواكبة المستجدات الدولية التي تحدث من حولنا بالإضافة الى حماية حق الأجيال القادمة فى الموارد الطبيعية.
وشددت وزيرة البيئة على أن الطريق لتحقيق ذلك لم يكن بالأمر اليسير بل مر بالعديد من التحديد والصعوبات التي تم العمل على تجاوزها بالعلم واليقين بأهمية ما نقوم به حتى نصل إلى إقناع القطاع السياحي بأهمية حماية الموارد الطبيعية لأنها تزيد من الفوائد ومعدلات التنمية الاقتصادية.
ولفتت وزيرة البيئة إلى أن كل هذا العمل يواكب استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop27 والتى تبذل في الاستعداد له وزارة السياحة مجهود كبير بالعمل على حصول فنادق ومطاعم شرم الشيخ على النجمة الخضراء وتوفيق أوضاعها مشيرة إلى ان ما يجرى من أعمال على قدم وساق لحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ووضع أسس الاستدامة بالقطاع السياحى خاصة وبكافة القطاعات ليس من أجل استضافة مؤتمر المناخ بل لاقتناع القيادة السياسية ومصر بأن حماية البيئة فى قلب عمليات التنمية بكافة قطاعات الدولة لذلك وجب إطلاق المخرجات والنتائج للمشروع اليوم لتأكيد أهمية العودة إلى الطبيعة مرة أخرى وكيفية التعامل مع الأماكن السياحية وأهمية ترسيخ الممارسات الصديقة للبيئة.
وأوضحت وزيرة البيئة أهمية وجود القائمة الخضراء حتى يتم التفرقة بين المنشآت المتوافقة بيئيًّا والتي تبذل مجهود للوصول للاستدامة وبين غيرها لذا وجب الشكر لكل من بذل مجهود في ذلك من أجل البيئة وحمايتها.
وقالت وزيرة البيئة إن شهري مايو ويونيو يواكبان العديد من الاحتفالات البيئية الهامة حيث يوافق السبت الثاني من شهر مايو الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة كما يوافق يوم 22 مايو اليوم العالمي للتنوع البيولوجي ويوافق 5 يونيو الاحتفال بيوم البيئة العالمي، كما سيتم غدا تنظيم احتفال لرصد الطيور الحوامة والتنوع البيولوجي بنهر النيل لنأكد أن الاستدامة هي ممارسة حقيقة في حياتنا وليست شعارات.
وقد تقدمت بالشكر والتقدير للدكتور خالد العناني وزير السياحة لدعمه للعمل البيئي بالقطاع السياحي كذلك لسعيد بأن تكون مبادرة البنك المركزى للقطاع السياحى تكون مفيدة فى ذلك كذلك لكل من ساهم فى هذا العمل من شركاء التنمية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمى ووزارة السياحة والإعلام المصرى والخبراء والاستشاريين للوصول الى هذا المنتج التشاركى حيث تم هذا الجهد بالتنسيق الكامل مع كافة الشركاء فالمستقبل يحتاجنا جميعا للعمل من أجلنا ومن أجل استمرار الحياة على كوكب الأرض وهذا ما أكدته آخر التقارير الدولية وآخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية والذي اشار الى ان درجة حرارة الأرض إذا ارتفعت عن 1.5 درجة مئوية فإن التدهور البيئى فى القطاع السياحي ستصل الى عشر أضعاف ما تم من 10 سنوات فالوقت ليس في صالحنا ويحب العمل للحفاظ على كوكبنا فليس لدينا خيار آخر.
ومن جانبه استهل الدكتور خالد العناني وزير السياحة كلمته، بتوجيه الشكر إلى الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، وفريق عملها بالوزارة، والسيد أليساندرو فراكاسيتى الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الأنمائى في مصر، على التعاون المستمر والمثمر مع وزارة السياحة والآثار، من أجل تحقيق التوازن بين الاستفادة من المواقع السياحية والحفاظ على التوازن البيئي، وأكد على أن وزارة السياحة والآثار حرصت اليوم على المشاركة في الفعالية التي تنظمتها وزارة البيئة احتفالا بيوم البيئة العالمي، متمنيا يوما بيئيا مميزا، وان الوزارة تولي اهتماما خاصًا للسياحة البيئة لافتًا إلى زيارته صباح اليوم إلى وادي النطرون، والتي تعد نموذجا لسياحة بيئية روحانية متميزة حيث تضم مجموعة من الأديرة التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي والتي شهدت مرور العائلة المقدسة، إلى جانب وجودها وسط حقول خضراء.
وأشار الدكتور خالد العناني إلى تضافر الجهود مع جميع الجهات المعنية وماتوليه الدولة من إهتمام خاص لتقديم سياحه بيئية وسياحة خضراء، والعمل من أجل إبراز ما تتمتع به مصر من طبيعة خضراء وخلابة ومقومات طبيعية وكيفية الحفاظ عليها من خلال تخفيف ضغوط الأنشطة البشرية، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، وذلك تماشيًا مع أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة للوزارة، ورؤية مصر 2030.
كما أشاد الوزير إلى التعاون الدائم مع وزارة البيئة حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الهامة خلال السنوات الماضية، وهي، مبادرة Greens fins في قطاع الغوص والأنشطة البحرية في مايو 2020، والتي حصل عليها 9 مراكز الغوص بمحافظة جنوب سيناء، وهناك 19 مركزا آخر تقدم للحصول عليها، ومبادرة EcoEgypt والخاصة بالمحميات الطبيعية، وذلك عام 2020، ومبادرة حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر عام 2021.
وأضاف أن السياحة المستدامة والسياحة البيئة أصبحت هي أحد الأعمدة الرئيسية في استراتيجية الوزارة 2030، كما نشهد اليوم معًا إطلاق مبادرة "نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة" بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، والتي تتضمن عددا من المخرجات الرئيسية والتي تضم الدليل الإرشادي لأفضل ممارسات الاستدامة بالمنشآت الفندقية والسياحية والمنصة الإلكترونية الخاصة بها، والدليل الإرشادي لمعايير التشغيل للفنادق البيئية، وحملة Green List.
وأشار الوزير إلى دور الوزارة الإشرافي والرقابي من خلال إلزام كافة المنشآت الفندقية والسياحية كمرحلة أولى في مدينة شرم الشيخ بالحصول على شهادة من إحدى الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة، تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة وفقًا لمفهوم السياحة المستدامة، حيث جاء هذا القرار في إطار الاستعدادات السياحية لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر القادم. وبما يساهم في آليات تحويل المدينة إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة تحافظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية من خلال حصول المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص الموجودة بها على هذه الشهادت، لًافتا الى استجابة القطاع السياحي والإقبال على التحول الأخضر، بالرغم ما واجهه من أزمات متكرر على مدار الفترات الماضية، موجها الشكر البنك للمركزي المصري لما قدمه من دعم وموافقته على إدراج التحول الأخضر ضمن المبادرات المقدمة منه والداعمة للقطاع السياحي.
واستطرد الدكتور خالد العناني حديثه مؤكدا على ان السياحة الخضراء هي أحد أهم أولويات الوزارة في الفترة الحالية، وذلك تماشيًا مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، فلدينا هدف واضح وهو "تحسين تجربة المسافر" والاستراتيجية الرئيسية للقيام بذلك تتضمن تعزيز وضمان الإدارة السليمة للجوانب البيئية للسياحة، والتواصل الفعال مع المسافرين لضمان استدامة المنتجات والوجهات السياحية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية لصون الطبيعة وحماية مواردها والتنوع البيولوجى مع تحقيق أفضل استخدام للموارد الطبيعية، واستدامة النشاط السياحي.
وأكد على أنه من أجل تحقيق الاستدامة وممارسات السياحة الخضراء، فالوزارة تتعاون باستمرار مع وزارة البيئة، لتفعيل مشروع دمج إجراءات صون التنوع البيولوجي بقطاع السياحة في مصر، والذى يتم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمي، ويهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في تنمية وإدارة قطاع السياحة، وخفض التأثيرات السلبية للبنية التحتية لهذا القطاع، ودعم وتطوير السياحة بوضع تصنيف للسياحة المسئولة، ودعم مصر كواجهة عالمية للسياحة البيئية، وذلك بهدف تحسين أداء واستدامة القطاع السياحي.
واوضح المهندس محمد عليوة مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي فى السياحة أن المشروع يهدف إلى دمج مفهوم الحفاظ على البيئة الموارد الطبيعية والموارد الثقافية فى السياحة حيث تم العمل من خلال عدة محاور وهو العمل على دمج هذا المفهوم على مستوى التخطيط والتنمية السياحية والسياسات الداعمة، وعلى مستوى الأنشطة السياحية سواء فنادق أو غوص أو شركات ورحلات سياحية إضافة إلى دعم السياحة البيئية.
وأضاف عليوة أنه لتحقيق تلك الأهداف تم العمل على دمج مفهوم التنوع البيولوجى فى السياحة فى الأطر القانونية والخطط والاستراتيجيات ودعم الاطر المؤسسية لخدمة الخطط والاستراتيجيات الجديدة والتدريب للقطاع الحكومى والخاص فى هذا الصدد مشيرًا إلى أن المشروع قائم على السياحة المستدامة وجانب آخر وهو دعم السياحة البيئية داخل المحميات الطبيعية، حيث تم استعراض عدد من المنتجات التى تم الخروج بها ويمكن بها وضع مصر على طريق السياحة الخضراء وهو جزء من أكثر من ٢٥ نشاط يتم العمل عليه منذ فترة كبيرة.
كما اوضح اليساندرو فراكاسيتى الممثل الاقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الانمائى بمصر مصر تحتل المركز 51 عالميًا في مؤشر الحماس للسفر لعام 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي مما يجعل مصر واحدة من الدول القليلة جدًا في العالم التي شهدت تحسنًا ملحوظًا فيها خاصة الظروف العالمية الراهنه والتى عكست آثارها من انخفاض السياحة في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة انتشار فيروس كورونا مما يؤكد اهميةتطوير القطاع السياحى لتحقيق الاستدامة وهو ما يحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية بطريقة متكاملة وشاملة فالسياحة الخضراء تحقق السلامة البيئية والتنمية الاجتماعية والثقافية والتنمية الشاملة والاقتصادية، معربًا عن أمله أن تؤدي هذه الإرشادات إلى تأثيرات إيجابية دائمة لضمان الحفاظ على التراث الثقافى والبيئة المصرية مشددًا على الالتزام بدعم مبادرة السياحة المستدامة في جميع أنحاء مصر في المستقبل.