زي النهاردة.. الخديوي إسماعيل يحصل على فرمان ينظم وراثة عرش مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1863، نجح الخديوي إسماعيل في الحصول على فرمان من الدولة العثمانية عُرف باسم «فرمان مصر» يقضي بانتقال حكم مصر، من الأب إلى الابن الأكبر، ما مهَّد الطريق لمحمد توفيق باشا ابن الخديوي إسماعيل لتولي الحكم في مصر.
في سيرة الخديوي إسماعيل
وُلد في 31 ديسمبر 1830 وهو خامس حكام مصر من الأسرة العلوية؛ إذ تولى حكم البلاد في 18 يناير 1863 بعد وفاة سعيد باشا، وحصل إسماعيل على السلطة دون معارضة ذلك لوفاة شقيقه الأكبر أحمد رفعت باشا الذي كان المستحق الوحيد غيره بالحكم.
منذ أن تولى إسماعيل مقاليد الحكم ظل يسعى إلى السير على خطى جده محمد علي، والتخلص تدريجيًّا من قيود معاهدة لندن 1840 التي قلصت نفوذ الدولة الدولة المصرية بدرجة كبيرة.
في 8 يونيو 1867م أصدر السلطان العثماني عبد العزيز الأول فرمان منح فيه إسماعيل لقب الخديوي وبموجب هذا الفرمان جرى تعديل طريقة نقل الحكم لتصبح بالوراثة لأكبر أبناء الخديوي سنًا، كما حصل في 10 سبتمبر 1872 م على فرمان آخر يتيح له حق الاستدانة من الخارج دون الرجوع إلى الدولة العثمانية.
وفي 8 يونيو 1873م حصل الخديوي إسماعيل على الفرمان الشامل الذي تم منحه فيه استقلاله في حكم مصر بإستثناء دفع الجزية السنوية وعقد المعاهدات السياسة وحق التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية.
فاتوة الاستقلال في الحكم
أدت النزعة الاستقلالية للخديوي إسماعيل في حكم مصر مع الوقت إلى قلق السلطان العثماني، بالإضافة إلى الأطماع الإستعمارية لكل من إنجلترا وفرنسا لمصر.
وتحت ضغط كل من قنصلي إنجلترا وفرنسا على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أصدر فرمانًا بعزل الخديوي إسماعيل في 26 يونيو 1879م، وبُعث إلى مصر تلغراف جاء فيه:
(إلى سمو إسماعيل باشا خديوي مصر السابق، إن الصعوبات الداخلية والخارجية التي وقعت أخيرًا في مصر قد بلغت من خطورة الشأن حدًّا يؤدي استمراره إلى إثارة المشكلات والمخاطر لمصر والسلطنة العثمانية، ولما كان الباب العالي يرى أن توفير أسباب الراحة والطمأنينة للأهالي من أهم واجباته ومما يقضيه الفرمان الذي خولكم حكم مصر.
ولما تبين أن بقاءكم في الحكم يزيد المصاعب الحالية، فقد أصدر جلالة السلطان إرادته بناءً على قرار مجلس الوزراء بإسناد منصب الخديوية المصرية إلى صاحب السمو الأمير توفيق باشا، وأرسلت الإرادة السنية في تلغراف آخر إلى سموه بتنصيبه خديويًا لمصر، وعليه أدعو سموكم عند تسلمكم هذه الرسالة إلى التخلي عن حكم مصر احترامًا للفرمان السلطاني).
النهاية
سافر إسماعيل بعد ثلاثة أيام إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة، وترك خلفه تاريخ كبير في تطوير الملامح العمرانية والاقتصادية والإدارية في مصر، رغم كل المتاعب الاقتصادية التي دفعتها البلاد من جراء هذا التطوير المتسارع، ليستحق إسماعيل لقب المؤسس الثاني لمصر الحديثة، بعد جده محمد علي باشا الكبير.