الناس والفتوى والواقع والمنطق!
الأصل في دور علماء الدين هو مطابقة الشرع علي الواقع ومن هنا جاء الفقه كعلم يسعى للبحث عن إجابات لأسئلة لم تكن موجودة يحتاج المجتمع ويحتاج الناس لمعرفتها لتستقيم حياتهم.. عباداتهم ومعاملاتهم.. مع الله ومع غيرهم من شركاء المجتمع.. في الأسرة الواحدة وفي العمل والجيران وغيرهم.. ثم إنتقل الفقه نقلة أخرى ليجيب علي أسئلة تمت الإجابة عنها..
ونحسب أن ذلك للتخفيف عن الناس في فتاوى وآراء فقهية شقت علي الناس وظهر فقه التيسير وفقه الموازنات وفقه الأولويات ليكون الدين مصدر سعادة البشر وراحتهم حتى يصح ويحق عقاب الشارد منهم المخالف لتعاليم الله وقيم المجتمع.. ومن أجل ذلك كان للإمام الشافعي مذهب بالعراق وآخر عندما جاء إلي مصر لمجرد إختلاف العادات وبعض الأعراف بتغير المكان رغم وحدة الزمان!
كل فتوى لا تضع ظروف المجتمع وأحواله خاطئة ولا تناسبه.. وكل فتوي لا تضع مصلحة الناس في اعتبارها وفي شروطها ومنطوقها فهي تخالف حكمة التشريع وتخالف قواعد الفقه ذاته وفيها "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" و"إينما تكون المصلحة فثم شرع الله" و"درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع" وغيرها وغيرها ولذا.. الدين بمقاصده وحكمته حجة علي الكل.. والعلماء قبل الجميع مهما كانت أسمائهم ومكانتهم!