ذكرى ميلاده.. ابن خلدون صانع الأحداث في بلاد المسلمين طوال 50 عاما
في مثل هذا اليوم من عام 1332 وُلد ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث، والذي يمتد تأثيره حتى الآن في جميع أنحاء العالم، كما كان صانعا للتاريخ العربي والإسلامي ومحور الكثير من الأحداث على مدار ما يزيد عن 50 عاما.
عن ابن خلدون
وُلد في تونس وشبَّ وترعرع فيها لأسرة صاحبة مكانة اجتماعية ممزية، وهذه المكانة منحته الفرصة للدراسة على يد أفضل المدرسين في المغرب العربي.
تلقى علم التربية الإسلامية التقليدية، ودرس القرآن الكريم الذي كان يحفظه عن ظهر قلب، واللسانيات العربية، وأساس فهم القرآن، الحديث، الشريعة (القانون) والفقه علم التاريخ، وكل هذه العلوم ساهمت في أن يجمع بين شخصيته العناصر الأساسية النظرية والعملية التي تجعل منه مؤرخا حقيقيا.
وتخرّج من جامعة الزيتونة التونسية ووليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية، واستقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف.
تعتبر مصنفات ومؤلفات ابن خلدون من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها "كِتاب العِبر وديوان المُبتدأ والخَبر في مَعرِفة أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر" المَعروف بـ (تاريخ ابن خلدون).
مواقع المسئولية
ساهم إبن خلدون خلال توليه مواقع مسئولية مختلفة في صنع تلك الأحداث والوقائع خلال مدة طويلة من حياته العملية تجاوزت 50 عاما لمساحة جغرافية امتدت من الأندلس وحتى بلاد الشام.
استطاع ولأول مرة، (إذا استثنينا بعض المحاولات البسيطة هنا وهناك) أن يوضح أن الوقائع التاريخية لا تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى خارجية مجهولة، بل هي نتيجة عوامل كامنة داخل المجتمعات الإنسانية.
انطلق في دراسته للأحداث التاريخية من الحركة الجوهرية للتاريخ وتحليل للكائنات ومبادئها واتبع منهجا في دراسة التاريخ يجعل كل أحداثه ملازمة للعمران البشري وتسير وفق قانون ثابت، وبيَّن ابن خلدون أن العمران البشري بشكل عام يترك أثرا في البشر، وهو ما يدخل حاليا في علم الإثنولوجيا وعلم الإنسان.
كما تطرق ابن خلدون لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر وأساليبهم الإنتاجية قائلا: "إن اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم في المعاش." مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره أسلوب الإنتاج الأولي الذي لا يرمي إلى الكثير من تحقيق ما هو ضروري للحياة.
توفي ابن خلدون في مصر عام 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة.
