هكذا سقطت مدينة طليطلة وانتهى حكم المسلمين في الأندلس
في مثل هذا اليوم من عام 1085 سقطت مدينة طليطلة في أيدي القشتاليين، وكان ذلك بداية سقوط معاقل الإسلام في الأندلس ـ أسبانيا ـ تباعًا حتى انتهى الوجود الإسلامي بسقوط غرناطة عام عام 1492.. لكن ما قصة طليطلة وكيف سقطت!
موقع المدينة في الجغرافيا الإسبانية
طليطلة هي مدينة توليدو الآن في أسبانيا، تقع على بعد 75 كيلومترًا جنوب العاصمة مدريد وهي عاصمة منطقة قشتالة لا منتشا في وسط إسبانيا.
فُتحت على يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد عام (712م) بعد انتصارهم بمعركة وادي لكة على القوط، وبقيت تحت حكم المسلمين 4 قرون، وظلت تتمتع بتفوقها السياسي على سائر مدن الأندلس.
وبلغت طليطلة ذروة ازدهارها في عصر الخلافة الإسلامية عندما كانت تضمن مزيجًا من الفن والعلم، وكانت تُعرف باسم «مدينة التسامح» حيث كان يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون.
وعبر مؤرخو العرب عن عظمة موقع طليطلة، من ذلك ما ذكره الحميري في كتابه الروض المعطار في عجائب الأقطار إذ يقول: «وهي على ضفة النهر الكبير، وقل ما يرى مثلها إتقانا وشماخة بنيان، وهي عالية الذرى، حسنة البقعة»، ثم يقول في موضع آخر: «ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، وقلاع منيعة، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات».
انتهاء الحكم الإسلامي
استعان القادر بالله يحيى بألفونسو السادس ملك قشتالة الذي فرض الحصار علي طليطلة في 1084 ولم يقم أحد بمساعدة إلا المتوكل ابن الأفطس الذي أرسل جيشًا كبيرًا لنجدة طليطلة لكنه تعرض لهزيمة من جيش قشتالة واستمر الحصار 9 شهور إلى أن استبد الجوع بالناس ولم تفلح محاولات المسلمين الوصول لتسوية.
لم يرض ألفونسو سوي بتسلم المدينة كاملة وفعلًا تم ذلك في 25 مايو 1085، وهي أول قاعدة أندلسية تسقط في أيدي القشتاليين، وتوجه إلى المسجد الكبير الذي حوله إلى كاتدرائية وصلى فيه قداس الشكر وصارت عاصمة لمملكة قشتالة وتم منح المسلمين كافة الحرية لمغادرة المدينة أو البقاء فيها وحرية التصرف في أملاكهم.