رئيس التحرير
عصام كامل

وصلت أسعارها لـ 45 مليارا و560 مليون جنيه.. مزادات اللوحات الفنية تقود العالم للجنون

مزادات اللوحات الفنية
مزادات اللوحات الفنية

لا يزال مهاويس اقتناء اللوحات الفنية يبحثون عن اللوحات الغريبة والعجيبة التي يرسمها المشاهير، لا يأبهون بسعر اللوحة الفنية، وما يهمهم فقط اقتناء اللوحة حتى لو تعدت ملايين الدولارات، التي يمكنها أن تمنح الحياة لآلاف الفقراء في العالم، وخاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية المتصاعدة هذه الأيام.

مزادات اللوحات الفنية

جنون اقتناء اللوحات الفنية دفعت إحدى صالات العرض الأمريكية  كريستيز وسوثبيز وفيليبس لبيع أعمالًا فنية بقيمة 2.5 مليار دولار، أي ما يعادل 45 مليار و560 مليون جنيه مصري، وذلك خلال الأسبوعيين الماضيين، وحقق البائعون العائد الأكبر في مبيعات الأسبوع الثاني، حيث وصلت مبيعات الأيام الأخيرة 759 مليون دولار أمريكي، 13 مليار و905 مليون جنيه مصري، وسيطرت أعمال مونيه وروثكو على قائمة المبيعات في المزادات الأمريكية.

لوحة ظلال حمراء للفنان مارك روثكو 1961

وشهدت مزادات اللوحات الفنية في الولايات المتحدة الأمريكية انتعاشة كبيرة، فخلال الفترة الأخيرة، حيث بيعت لوحات ثمينة بإجمالي وصل 1.5 تريليون دولار، أي ما يقرب من 22 تريليون جنيه مصري، وكانت اللوحات الفنية المُباعة تحمل توقيع الفنانيين روثمو وباسكيات وغيرها، وذلك في أكثر من دار مزادات في مدينة نيويورك، منها فيليبس وكريستنز وغيرها. 

أغلى اللوحات الفنية

وكان آشر إيدلمان، الخبير المالي الأمريكي ورئيس مجلس إدارة "آرت بنك"، من بين الحضور في دار مزادات "فيليبس" في نيويورك. حيث بيعت قطع فنية بملايين الدولارات، منها لوحة للفنان روثكو بيعت بمبلغ 8.4 مليون دولار، ولوحة بيعت بمبلغ  15.6 مليون دولار للفنان لكالدر، و85 مليون دولار للفنان باسكيات. 

لوحة المرأة المضجعه لبيكاسو وبيعت بمبلغ 67 مليون دولار

وحذر إيدلمان من أن الوضع سيكون مختلفًا بعد ستة أشهر من الآن، إذ يقول: "الأمر بسيط جدًا... في عامي 1989 و2008، كان لديك أنشطة مشابهة جدًا... في عام 1989 بدأ الاقتصاد في الانهيار، وبحلول عام 1990 لم يتم تداول أي قطع فنية على الإطلاق... لكن في عام 1989، أنا بعت 30% من مجموعتي الفنية".

بلغ أسعارها 45 مليار جنيه

وأشار إيدلمان إلى أن عام 2008، كان هناك سوق فنية مرتفعة للغاية، "على الرغم من أن الناس بدأوا بالفعل يتضررون بشدة من الرهون العقارية عالية المخاطر، بعد ذلك بستة أشهر، انهارت سوق الفن، ولم ترها تستعيد بريقها من جديد حتى عام 2010 أو2011".

لوحة البرلمان لمونيه بيعت بمبلغ 75.9 مليون دولار

وتوقع إيدلمان توقف سوق الفن في المرحلة المقبلة، برغم من بيع العديد من اللوحات الفنية خلال أسبوعين فقط، حيث باعت دار مزادات "كريستيز"، ودار "سوذبيز"، و"فيليبس" أعمالًا فنية بقيمة 2.5 مليار دولار. ووصل أكثر المزادات ربحية هذا الأسبوع 759 مليون دولار، وجاء من بيع أعمال فنية من بينها أعمال لمونيه وروثكو.
وكانت من أكثر اللوحات المثيرة للجدل، لوحة للرسام مارك روثكو،  واللوحة تحمل اسم "بلا عنوان– ظلال حمراء"، ورسمها عام 1961، عبارة عن 3 خطوط حمراء، وتبدو عادية لكثير من الأشخاص، وهي مجرد طلاء أحمر على لوحة ذات أرضية من البني الفاتح، الغريب أن سعرها في دار مزاد كريستيز بلغ  66.8 مليون دولار، أي ما يعادل مليار و220 مليون و730 ألف جنيه مصري، برغم أن صالة المزاد قدرت قيمة اللوحى بمبلغ 300 ألف دولار فقط. وذلك حسبما كشفت وكالة بلومبرج العالمية.
كما ارتفعت مبيعات اللوحات في نيويورك، بقيمة 1.5تريليون دولار، حيث بيعت لوحات بملايين الدولارات، منها لوحات أخرى لروثكو وصلت لـ8.4 مليون دولار، وأعمال لكالدر وصلت لـ15.6 مليون دولار، ولوحات لباسكيات بيعت بـ85 مليون دولار. 
على مدار أسبوع مزادات مايو في نيويورك، بيعت العديد من الأعمال الفنية، التي تزيد قيمة كل لوحة منها على 15 مليون دولار، وفي بعض الأحيان تنافس العشرات على أعمال فنية أسعارها أقل لفنانين غير معروفين، وفي مزاد الخميس الماضي وصل عدد المشترين عبر الهاتف إلى العشرات.

فان جوخ وبيكاسو ومونيه الأغلى

وشهد مزاد "سوثبيز" زخما في اقتناء اللوحات الفنية، وكانت هناك حرب أسعار امتدت لسبع دقائق على لوحة روبرت كوليسكون التي رسمها في عام 1975 بعنوان "جورج واشنطن كارفر يعبر ديلاوير: صفحة من كتاب التاريخ الأمريكي"، والتي تعد بمثابة تقليد للوحة إيمانويل لوتز "واشنطن يعبر ديلاوير".
وبيعت اللوحة لمتحف لوكاس للفنون السردية مقابل 15.3 مليون دولار، في الوقت الذي كان أعلي تقدير للوحة وصل عند 12 مليون دولار، كما بيعت لوحة لسلمان تور، الذي كان معرضه الفردي في متحف "ويتني" للفنون الحديثة أوائل العام الحالي 2022، مقابل 867 ألف دولار، بزيادة عن أعلى تقدير عند 80 ألف دولار فقط.

لوحة بدون عنوان لجان ميشال باسكيات

وفي دار مزاد "كريستيز"، بيعت لوحة بيكاسو "Femme Assise Près d'une Fenêtre (Marie-Thérèse) "، العائدة لعام 1932 بحوالي 54 مليون دولار، ثم ارتفعت من قبل أربعة مزايدين منفصلين عبر الهاتف، وفي النهاية استمرت المنافسة بين اثنين من جامعي القطع الفنية المصممين للغاية والذين رفعا السعر النهائي على مدار 19 دقيقة و27 ثانية إلى 90 مليون دولار، وبإضافة رسوم دار المزادات وصلت قيمة اللوحة إلى 103.4 مليون دولار، ما يجعلها خامس أغلى لوحة تباع لبيكاسو في مزاد، وفقا لبيانات أسعار "آرت نت".
كما هيمنت أسماء "بيكاسو"، و"مونيه"، و"فان جوخ"، و"وارهول" على أعلى الأسعار، وكان الاستثناء الوحيد هو جان ميشيل باسكيات، الذي توفي في الـ 27 من عمره في عام 1988.
وفي دار "كريستيز"، كان يرغب 6 مشترين على الأقل في دفع ما يزيد على 50 مليون دولار لرسمته "In This Case" العائدة لعام 1983، ما رفع قيمتها الإجمالية إلى 93.1 مليون دولار.
 

الجريدة الرسمية