أمريكا غرضها شريف
العالم في حالة من الارتباك الشديد، وليس صحيحا أن المشكلة الروسية الأوكرانية هى السبب، ولكن الحقيقة أن قادة العالم لا يضعون في حساباتهم كثيرا شعوبهم بما فيها الدولة التى ترفع شعارات الديمقراطية والحريات والإنسانية، بدون تفاصيل كثيرة لو عدنا إلى الوراء في أول الستينيات، عندما فكرت روسيا إقامة نظام صاروخى في كوبا، قامت الدنيا ولولا رحمة الله بالبشر كانت أمريكا قد استخدمت السلاح النووى، وهو ما سبق أن أكده الرئيس الأمريكى جون كنيدى –إذا لم تخن الذاكرة–.
أمريكا اعتبرت كوبا الحليف السوفيتى وهو أكبر تهديد لأمنها، أليس بنفس المنطق وجود حلف الناتو في أوكرانيا يعد تهديدا لأمن روسيا؟ الست المحترمة أمريكا اعتبرت وجود الروس فى أفغانستان تهديدا للأمن الأمريكى، اعتبرت العراق أكبر تهديد للأمن العالمى وليس أمريكا فقط، أمريكا ضربت اليمن والسودان وتدعم الناتو في ضرب ليبيا، وتدمر سوريا وتزرع فتيل الإنفجار في لبنان، كل هذا وهى ترفع شعار الحرية والديمقراطية والحفاظ على الأمن والسلام العالمى.
جرائم أمريكا
رئيس الست أمريكا يقول أمام جنوده: إنكم حماة الحرية والديموقراطية في العالم، أنتم تواجهون الشر الذى يهدد السلم العالمى! كلمات أتعجب أن يقبلها أى عاقل، أمريكا صاحبة فضائح سجون جوانتنامو وفضائح سجون أبوغريب في العراق، أمريكا التى أعطت لنفسها عقاب دولة وأى رئيس يخرج عن طوعها، أمريكا التى قتلت أكثر من خمسة ملايين في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا.. إلخ أكثر من نصف هذا الرقم من المدنيين..
بالاضافة إلى تشريد الملايين وإصابة ملايين باصابات عجز أصحابها بسببها، أمريكا التى تدعم الكيان الصهيونى ومجازره على مدى التاريخ تلطخ وجوه هؤلاء بالعار والدم، أمريكا التى لم تدين عملية ارهابية واحدة للكيان الصهيونى الذى استباح حرمة الدول العربية لتتبع القادة الفلسطينيين في تونس ولبنان وسوريا والأردن وإيران، كل هذا دفاع عن النفس، ويقوم الكيان الصهيونى بضرب المفاعل الذرى العراقى عادى، يتم تدمير مصانع في ليبيا عادى، لا أتخيل إن ذاكرتى ممكن تسعفنى بتاريخ الولايات المتحدة الصهيونية وحلفائها.
من حق روسيا تأمين حدودها من تغول حلف الناتو الذى هو نموذج من الفكر النازى، ولكن لماذا لم تحاول أمريكا وحلفائها من إحباط نشوب الحرب الحالية؟ لآن الغرب باختصار يستخدم رئيس أوكرانيا ألعوبة في أيدهم، وبدلا من مواجهة روسيا أصبحت أوكرانيا هى الممثل للغرب في حرب الروس، بالرغم من أن طبيعة الأمور تقول إن أوكرانيا الأقرب إلى روسيا بل إن دولة الاتحاد السوفيتى بدأ إنشاؤها من أوكرانيا، ولكن عمالة النظام الأوكرانى هى التى قادت بلاده إلى التدمير، والغريب أن الغرب يدعى وقوفه مع الأخلاق والديموقراطية وحماية الشعب الأوكرانى.
أمريكا وحلفائها
العالم يتهم روسيا بأنها قامت بجرائم حرب، والآن أقيمت محكمة لإثبات هذه التهمة، تم القبض على جندى روسى عمره 21 سنة، يقال إنه قتل مدنيا أوكرانيا، وتم حشد الإعلام العالمى وجمعيات حقوق الإنسان لإثبات التهمة.
إذا كانت هذه هى جريمة الحرب فماذا نقول على قتل الملايين المدنيين في الدول التى أشرنا إليها؟ كان الطيران الأمريكى ينسف الأتوبيسات في أفغانستان ، ويقتل المئات بزعم الاشتباه في إنهم من طالبان؟ ثم يتضح أنهم مدنيون لا علاقة لهم بطالبان، وتكرر هذا في كل الدول التى خربتها، أين حقوق الإنسان من جريمة إعدام صدام حسين وهو أسير حرب في وضح النهار؟ ولو عدنا للوراء عندما قتل الكيان الصهيونى أطفال بحر البقر وعمال مصنع أبو زعبل يومها قالت الست أمريكا إن هذا دفاع عن النفس أما مذابح صبرا وشاتيلا فهذا عادى!
السؤال: من صنع أسامة بن لادن؟ من دعم طالبان؟ من الذى أسس ودعم داعش؟ من الذى دعم بوكو حرام؟ من الذى يحتضن الإخوان المجرمين منذ الخمسينيات وحتى الآن؟ من الذى دعم الجماعات التفكيرية في مصر واحتضن عمر عبدالرحمن؟ من الذى مزق العراق؟ الإجابة سهلة ولا تحتاج تفكير الولايات الصهيونية الأمريكية وحلفائها.
إذن حديث الست أمريكا وحلفائها عن حقوق الإنسان والحريات حديث الإفك والضلال ولا يصدقه أو يردده سوى الجهلاء والعملاء وللأسف هم كثر.
اختم كلامى بكلمات الشاعر العظيم فؤاد حداد كتبها فى 1981:
كاو بوى دينامو سايق غنمو
علق يافطة بعرض الريف
خلى امريكا تستعمركا
ثم يقول:
ست شريفة غرضها شريف
لها فى اللعب فنون وبراعة
في مشاريع وبنوك وزراعة
تشتل.. تعتل.. تقتل.. تفتل
ست غنية عن التعريف
كاو بوى ينامو سايق غنمو
تحيا مصر.. تحيا مصر القادرة الرافضة لماما أمريكا!