رئيس التحرير
عصام كامل

شبح الانتشار الواسع يخيم على العالم.. معلومات يجب أن تعرفها عن «جدري القرود»

جدري القرود
جدري القرود

بأبشع الذكريات والقصص.. يخيم على العالم مرض جدري القرود والذي تسبب في هلع خاصة بعد اتساع دائرة انتشار الإصابات بعد إعلان فرنسا وألمانيا وبلجيكا العثور على حالات جديدة من مرض جدري القردة.  

 

انتشار جدري القرود 

ورصدت فرنسا حالة إصابة بجدري القرود، لدى رجلا، 29 عاما، في منطقة "باريس الكبرى" أصيب بالعدوى دون السفر لأي دولة ينتشر بها الفيروس ما تسبب في حالة من الهلع عن الفيروس المقلق من ان يتحول لفيروس شبحي يتسلل بصمت.

 

فيما سجلت ألمانيا أول إصابة لديها بجدري القرود وفق ما أعلنت الخدمة الطبية للجيش الألماني اليوم الجمعة في ميونخ بعد رصد تغيرات جلدية مميزة للفيروس لدى مريض.


وبينما يتوالى إعلان إصابات جديدة بجدري القردة يبدي الناس فضولًا متزايدًا لمعرفة معلومات عن هذا الاضطراب الصحي، أهمها أعراضه وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان.

 

وجدري القرود فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب أفريقيا خلال العقد الماضي.

 

وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

 

وتعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.

 

التفشي خارج أفريقيا

وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فقد تم الإبلاغ في خريف عام 2003 عن حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأميركية، فكانت أولى الحالات المُبلغ عنها خارج أفريقيا، وظهر أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة قريبة.

 

وفي سنة 2005، وقع تفش لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا. وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة.

 

انتقال المرض

تحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.

 

وفي إفريقيا، سجلت حالات عدوى نجمت عن التعامل مع القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض.

 

ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القردة.

 

كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.

 

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

 

ومن الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي).

 

أعراض جدري القردة

تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يومًا، لكن من الوارد أيضا أن تتراوح بين 5 أيام و21 يومًا.

 

ويشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة بجدري القردة إلى فترتين اثنتين، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

 

الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد (فقدان الطاقة).

 

وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، وتتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

 

ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 %من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 %).

 

ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.

 

تشخيص المرض

يعتمد الطب على طرق تشخيص أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية.

 

ويمكن أن يكون تضخم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري، فيما لا يمكن تشخيص جدري القردة على نحو مؤكد إلا في المختبرات.

العلاج واللقاح

لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، لكن يمكن مكافحة ما ينجم عنه، وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85 % في الوقاية من جدري القردة.

 

لكن هذا اللقاح لم يعد متاحا لعامة الجمهور بعد أن أُوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم؛ حيث اعتبر أنه تم القضاء على الجدري  في جميع أنحاء العالم منذ عام 1980 بعد حملة تطعيم كبيرة غير ان جدري القردة عاد وضرب من جديد في لحظة مغافلة تسلل من خلالها إلى أوروبا وأمريكا.

 

ورغم ذلك فمن المرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارًا أخف شدة.

 

غير ان جدري القرود ظهر بالتزامن مع مكافحة فيروس كورونا بحسب المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها،والذي اكد أمس الخميس إلى أنه تم احتواء العديد من حالات تفشي مرض جدري القرود في القارة خلال جائحة كوفيد-19 بينما كان العالم يركز اهتمامه على كورونا.

 

ليبقى العالم ينتظر في قلق وترقب السيطرة على جدري القردة خاصة بعد أن تسببت جائحة كورونا في أزمة اقتصادية أقصت الملايين عبر العالم وتسببت في كوارث إنسانية ضخمة. 

الجريدة الرسمية