الهواري وصلاح.. حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه!
لم نكن نرغب في التعرض لهجوم المخرج السينمائي مجدي الهواري على نجم مصر والعرب محمد صلاح.. إذ اكتفينا برد الفعل الكاسح من مئات الكتاب والرياضيين، فضلا عن آلاف الثائرين على صفحاتهم وحساباتهم على التواصل الاجتماعي.. حتى تابعنا التناول الواسع لوسائل إعلام غير مصرية للموضوع ثم استفزنا ذلك التبرير الذي ساقه مجدي الهواري للهجوم.. إذ قال إن هجومه على صلاح بهذا الشكل سببه، حبه له!
ونقلت صحيفة العين الإماراتية عن مجدي الهواري: إن مقصده من التغريدة السابقة كان حض محمد صلاح على التركيز في كرة القدم فقط وعدم الانشغال بغيرها لا سيما وأن جماهير ليفربول سبق وأن قدّمت نشيدًا خاصًا للنجم المصري! وأعتقد أن كلامي بات واضحًا وسبب انفعالي لأن صلاح بات الأيقونة الوحيدة الجميلة في حياة المصريين وانخفاض مستواه عقب كأس الأمم الأفريقية وضياع حلم الصعود إلى مونديال قطر 2022 أثر بالسلب عليه!
وحتى يكون القارئ العزيز غير المتابع في الصورة فلم يقدم مجدي الهواري في السابق نصيحة لصلاح.. ولا حتى نقدا عاديا أو مقبولا. بل قال حرفيا: أنت في خطر، لو الجمهور اللي عملك أغاني باسمك قلب الطاولة عليك هيرموك بالبيض.. هيروح منك كل حاجة دوري وأبطال أوروبا حتى لقب الهداف"!
وقال أيضا: بلاش تحول تاريخك إلى صفقة ممكن تكسب وممكن تخسر بلاش إللي حواليك يخلوك محدث نعمة لو إنت نجم عالمي إحنا بنشجع كورة عالمية قبل ما أنت تتولد!
بالطبع التهديد بالضرب بالبيض -الممشش طبعا- واستخدام تعابير مثل قبل ما تتولد لا يمكن أن يصدر من منطلق الحب أو المحبة، إذ أي الفاظ يمكن استخدامها لو كان مجدي الهواري يكره صلاح إذن؟!
باتت ظاهرة الفترة الأخيرة أن يندفع البعض وخصوصا من الشخصيات العامة بآراء ومواقف بكل قناعة وثقة في صحتها ثم يتراجعون تماما بعد ردود الأفعال الغاضبة التي تكشف خطأ تقديراتهم وحساباتهم ليبدأ السير العكسي بتبريرات أسوأ من الخطأ نفسه دون القدرة على الاعتذار الذي يجلب الاحترام لصاحبه والذي هو الفضيلة الغائبة عن مجتمعنا حتى لو كانت مع أحد أهم رموز القوى الناعمة المصرية والعربية في تاريخنا كله!