الكتاب الأبيض.. وثيقة تنفيذ وعد بلفور لتمكين اليهود من فلسطين
في مثل هذا اليوم من عام 1939، أصدرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض الذي نص على استقلال فلسطين وإقامة دولة تضم العرب واليهود على أرضها، وردت إنجلترا بهذه الوثيقة السياسية رسميا على ثورة فلسطين عام 1936.
عن تفاصيل الوثيقة
وثيقة الكتاب الأبيض تمت صياغتها لأول مرة في مارس 1939، من جانب واحد - أيّ الحكومة البريطانية بسبب فشل مؤتمر لندن في نفس العام، إذ دعت الوثيقة إلى إقامة وطن قومي لليهود في دولة فلسطينية مستقلة في غضون 10 سنوات.
كانت بريطانيا تريد بهذا الكتاب الأبيض تأمين الدعم اليهودي في أوروبا الشرقية أثناء انهيار الجبهة الروسية، واستمرارا لحزم العطايا الانجليزية التي بدأت بوعد بلفور عام 1917 وتعهّدت فيها بإنشاء وتعزيز وطن قومي لليهود في فلسطين.
لكن الأعداد الكبيرة من اليهود الذين دخلوا فلسطين كانت سببًا في اندلاع الثورة العربية في فلسطين بين 1936-1939 وردّت بريطانيا على الانتفاضة بتعيين (لجنة بيل)، التي ذهبت إلى فلسطين وأجرت دراسة شاملة للقضايا.
أوصت لجنة بيل في عام 1937 بتقسيم فلسطين إلى دولتين: واحدة عربية والأخرى يهودية، ورفض العرب الاقتراح بينما لم يكن الرد الصهيوني «إيجابيًا ولا سلبيًا»، وفشلت اللجنة في وقف العنف بين الطرفين.
كانت اللجنة اقترحت إقامة دولة يهودية أصغر بكثير من الدولة العربية، تقع على السهل الساحلي فقط، وفي النهاية فشلت كل الحلول في وقت أصبح العدد المتزايد بسرعة من اللاجئين اليهود الذين رحلوا للأراضي الفلسطينية يشكل ضغطا غير طبيعيا على العالم.
الرد على الكتاب الأبيض
رفضت اللجنة العربية العليا وثيقة الكتاب الأبيض ودعت «حظر كامل ونهائي» للهجرة اليهودية ونبذ سياسة الوطن القومي اليهودي كليًا، وفي يونيو 1939، فاجأ الحاج محمد أمين الحسيني الأعضاء الآخرين في اللجنة العربية العليا برفض الكتاب الأبيض.
الطرف الصهيوني
رفضت الجماعات الصهيونية في فلسطين على الفور الكتاب الأبيض وبدأت حملة من الهجمات على الممتلكات الحكومية والمدنيين العرب، استمرت عدة أشهر. في 18 مايو، تمت الدعوة إلى إضراب عام يهودي.
في 27 فبراير 1939، ردًا على المظاهرات العربية الحماسية قتلت حملة إرجون اليمينية المتطرفة في إسرائيل 38 عربيًا وجرحت 44، وتمسكت بإقامة دولة يهودية، وأعلن رئيس الوكالة اليهودية في فلسطين، دافيد بن جوريون رفض الكتاب الأبيض، واستمر كلا الطرفين في مواقفه من وقتها وحتى الآن.