يوم تاريخي للسويد وفنلندا.. آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
وصفت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية إعلان السويد وفنلندا رسميًا أمس الأحد، نيتهما تقديم طلبات لحلف ”الناتو“ من أجل الحصول على عضوية التحالف العسكري، بـ“الحدث التاريخي“ لبلدان الشمال الأوروبي، معتبرة أن الانضمام سيؤدي لمضاعفة حدود التحالف مع روسيا وتغيير الجغرافيا السياسية لأوروبا.
وقالت الصحيفة إن السويد قررت التخلي عن 200 عام من عدم الانحياز العسكري لتنضم لطموح جارتها، فنلندا، للحصول على عضوية ”الناتو“، مشيرة إلى أنها خطوة من شأنها تغيير الجغرافيا السياسية لأوروبا والتأكيد على العواقب غير المقصودة لغزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بـ“يوم بالغ الأهمية لدول الشمال الأوروبي“، بعدما أعلنت فنلندا أيضًا أنها ستتقدم بطلب رسمي لعضوية ”الناتو“، بينما خالف ”الحزب الاشتراكي الديمقراطي“ الحاكم في السويد التقاليد، وقالوا إنهم سيحذون حذوها.
واعتبرت أن فنلندا والسويد، بل وأوروبا بأكملها، تعيش ”واقعًا جديدًا وخطيرًا“ في ظل الحرب الأوكرانية، وذلك بعدما صرحت رئيسة وزراء السويد، ماغدالينا أندرسون، بأن النظام الأمني الأوروبي الذي تبني السويد أمنها عليه ”يتعرض للهجوم“، مشددة: ”نحن الاشتراكيين الديموقراطيين نعتقد أن أفضل شيء لأمن السويد هو أن ننضم إلى الناتو“.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين: ”لا يمكننا أن نثق بعد الآن بمستقبل سلمي بجانب روسيا.. لهذا السبب نتخذ قرار الانضمام إلى الناتو.. إنه عمل سلام، للتأكد من أنه لن تكون هناك حرب مرة أخرى في فنلندا في المستقبل“.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن ”الغزو الروسي الوحشي“ لأوكرانيا، وهي دولة غير عضو في ”الناتو“، أدى لقلب عقود من التفكير الأمني في السويد وفنلندا، مشيرة إلى أن عضوية البلدين ستكون واحدة من أهم النتائج البعيدة المدى للحرب الروسية الشاملة ضد أوكرانيا، حيث يتأرجح الرأي العام في كلا البلدين بشكل كبير لصالح مثل هذه الخطوة منذ فبراير.
وأضافت: ”إن انضمامهما المحتمل سيغير البنية الأمنية في شمال أوروبا ويسهل على التحالف الدفاع عن دول البلطيق.. كما سيزيد من ضعف طول حدود الناتو مع روسيا، الأمر الذي هدد بعواقب عسكرية وسياسية خطيرة في حالة انضمام أي من البلدين إلى الحلف“.
وقلل البلدان من شأن المخاوف من أن تركيا قد تنسف محاولتهما للانضمام لـ“الناتو“، وذلك بعدما صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه لا يستطيع أن يتخذ ”نظرة إيجابية“ بشأن البلدين اللذين يدعمان ”حزب العمال الكردستاني“ الذي يشن تمردا مسلحا ضد النظام التركي.