الدكتور صموئيل عصام يكتب: القرار وصناعة المستقبل
الكثير يقف كثيرًا ويتمهل عندما تأتى على مسامعه كلمة القرار، ولعل أحد أهم هذه الأسباب هو حس داخلى شعوري واقعي بفاعلية المعنى والمضمون؛ لذلك أريد أن أتشارك معكم فى معرفة ما هو القرار؟ القرار هو فعل من أجل التحرك، أي التغيير، من الحالة الراهنة إلى حالة أفضل.
وبالتالى لا بد أن ندرك سويًا أنواع صنع القرار، وهما كالتالى:
التفكير النمطي
التفكير النمطى Traditional Thinking فى صنع القرار: تظهر المشكلات نتيجة التفكير النمطى فى اتجاه واحد One way/ One track دون أخذ التغذية العكسيةFeedback فى الاعتبار.
التفكير النظمى System Thinking فى صنع القرار: يساعد على اكتساب عدد من المعارف والمهارات الخاصة بالتفكير بشكل منظومى أو التفكير غير الخطى الذى يساعد على فهم سلوك النظم المعقدة Complex Systems حيث يأخذ فى اعتباره التفاعلات والعلاقات المتبادلة بين أجزاء النظام والتغذية العكسية وعلاقات السببية Cause and Effect Relationship، وأثرها على تعديل سلوك النموذج.
ومن المؤكد أن صناعة القرار تتأثر تأثرًا كبيرًا بالبيئة الراهنة/ المحيطة به؛ لذا كان لزامًا علينا أن ندرك الحالات البيئية لصنع القرار، وهى كالتالى:
قرار ضمن حالة اليقين.
قرار ضمن حالة المخاطرة.
قرار ضمن حالة الغموض.
ازدياد حالة الغموض
لذلك يمكننا أن نستخلص النتائج الآتية:
تاريخيًا معظم القرارات كانت تتم ضمن حالة المخاطرة، حاليًا ازدياد حالة الغموض.
التغير السريع فى الإقتصاد والمجتمع والعلوم والتكنولوجيا التى تطرح على العقل أسئلة كثيرة ولا تمهله كثيرًا للإجابة عنها.
التغيرات التى تدفع سريعًا بإتجاه إلغاء الحدود والأسوار والسيادة وذوبان الفواصل بين البيئة الداخلية والخارجية.
مفهوم الاستشراف
ومن ثم نجد أنفسنا أمام تساؤل هام ومُلح وهو: ما هو مفهوم الاستشراف؟
عملية منظمة تشاركية تفسح مجالا للإبداع الإنسانى، يتم فيها جمع المعلومات المؤثرة فى مستقبل قضية معينة بهدف وضع تصور للسيناريوهات المستقبلية المختلفة بهدف التأثير فى المستقبل أو صناعته.
والجدير بالذكر أن الدراسات المستقبلية لا تقدم مطلقًا صورة يقينية للمستقبل كما أنها لا تقدم مستقبلا واحدًا، هى تقدم عددًا من السيناريوهات المستقبلية البديلة بعضها محتمل وبعضها ممكن والبعض الآخر مرغوب فيه.
الدراسات المستقبلية
لذلك نجد أن الغاية الرئيسية من الدراسات المستقبلية هى توفير إطار زمنى طويل المدى لما قد نتخذه من قرارات اليوم وتوفير بعد مستقبلى طويل المدى على تفكير صانعى القرار، والانتقال من افتراض مستقبل واحد والتخطيط للتعامل معه إلى افتراض عدة مستقبلات محتملة والاستعداد للتعامل معها جميعًا.
والأمر اللافت للانتباه الآن.. هل نجد ضرورة وأهمية لاستشراف المستقبل ؟ والإجابة بالطبع نعم.
لذا تكمن أهمية ممارسة الاستشراف على جميع المستويات الشخصية والتنظيمية والإجتماعية والسياسية، فهي التي تُعطي تصورًا عن شكل المستقبل المتوقع، وتطويرالاستراتيجيات المخططة في مستويات عديدة، هي:
تحديد الأهداف الشخصية والمهنية
المستوى الشخصي: يُساعد الفرد على تحديد أهدافه الشخصية والمهنية، وإثراء نماذج ذهنية وقصص حول المستقبل، تزوده بالمعرفة التي تمكنه من التخطيط السليم، والعمل لتحقيق أهدافه.
المستوى التنظيمي: تحتاج المنظمات للاستشرف لزيادة قدرتها على إدراك للعقود المتعلقة بالتغيير المستقبلي، ومواجهة المخاطر المتوقعة. المستوى الاجتماعي يدعم استشراف المستقبل عملية وضع السياسات الحكومية، والتوقع الأفضل للتغييرات المستقبلية.
المستوى السياسي: تلجأ الحكومات للاستشراف في عملية تخطيط السياسات القائمة على التنبؤ.
وإذا كان الأمر هكذا فى معرفة أهمية إستشراف المستقبل فهل لنا أن نعرف ما هى أدوات إستشراف المستقبل.
يتم استخدام أدوات الاستشراف لتقدير التطورات المفاجئة والمعقدة المحتملة، وتحليلها لإثراء علمية اتخاذ القرارات، بالطبع من أهم أدوات الاستشراف المستخدمة لتقدير التطورات المفاجئة وتحليلها لاتخاذ القرارات الصائبة هى ما يأتى:
إسقاط الاتجاه: حيث يبدأ هذا الأسلوب على الحقائق المتاحة حاليًا ثم التنبؤ بالأحداث المستقبلية بناء على هذه الحقائق، حيث يساعد هذا الأسلوب في تحديد نقطة الانطلاق.
سيناريوهات متوقعة
التصور الخاطف: هو تخيل خاطف، ثم تطوير سيناريوهات متوقعة، وتقديم بدائل بسيطة وواقعية.
أخذ وجهة نظر الفرد: يتم طرح بعض الأسئلة للفرد لتحويل الأمر إلى حقيقة، والتفكير المستقبلي من خلال رغباته وسلوكياته مع الآخرين، وتفادي الخيال العلمي. والتقنيات الحديثة.
إدراك ما يحدث: يعتمد على مدى الوعي للبحث عن مؤشرات تدل على التغيرات الحالية وتأثيرها المتوقع في المستقبل والبحث عنها، أو تطوير مؤشرات التغير من خلال الاستكشاف.
وللحديث بقية عن نماذج استشراف المستقبل.