سر تماسك التجارة الروسية رغم العقوبات الغربية
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”التجارة الروسية لا تزال متماسكة رغم موجة العقوبات الغربية ردًا على الحرب في أوكرانيا“.
وأوضحت الصحيفة أن ”حركة الشحن من وإلى روسيا ظلت قوية نسبيًا في الأشهر القليلة الماضية، حيث تسابقت الشركات للوفاء بعقود شراء الطاقة وغيرها من السلع قبل دخول القوة الكاملة للعقوبات حيز التنفيذ“.
وقالت في تحليل لها إنه ”مع استعداد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على النفط الروسي في الأشهر المقبلة، تظهر البيانات أنه في حين أن التجارة مع موسكو قد انخفضت في كثير من الحالات، إلا أنها لم تتعطل بعد“.
وأوضحت أنه على سبيل المثال، ”قفزت أحجام المنتجات الخام والنفطية التي يتم شحنها من الموانئ الروسية إلى 25 مليون طن متري في أبريل، بحسب ما أظهرت بيانات من متعقب الشحن ”ريفينيتيف“، ارتفاعًا من حوالي 24 مليون طن متري في ديسمبر ويناير وفبراير ومارس، ومعظمها فوق مستويات العامين الماضيين“.
تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كورونا
ونقلت عن جيم ميتشل، رئيس أبحاث النفط للأمريكتين في ”رفينيتيف“، قوله إن ”شحنات روسيا الصادرة في أبريل قد تعززت بفعل تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كورونا، وأنها لم تعكس بعد تأثير العقوبات والقيود الأخرى التي فرضت على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير“.
وأضاف ميتشيل أن ”المزيد من التغييرات قد تطرأ على هذه البيانات قريبًا“.
وتابع أن ”حركة الشحن الروسية ستشهد مزيدًا من الانخفاض في الأشهر المقبلة بسبب إحجام شركات التأمين في أماكن مثل سويسرا وبرمودا عن التعامل مع السفن التي تأتي من روسيا، بالإضافة إلى أن الحكومات الأوروبية تناقش أيضًا فرض حظر على الشحن والتأمين“.
وأجرت الصحيفة الأمريكية مقابلات مع بعض شركات الشحن التي تتعامل مع روسيا، حيث قالت الأخيرة إن ”حركة الشحن كانت قوية نسبيًا في مارس وأبريل، على الرغم من التوترات غير العادية مع روسيا منذ بدء الحرب“.
ولفتت إلى أن ”ذلك يعكس المدة التي تستغرقها بعض العقوبات التي أصدرها الغرب حتى تدخل حيز التنفيذ ودافع الربح الدائم للتجارة مع روسيا، خاصة بعد انهيار أسعار منتجات الطاقة والسلع لديها“.
واعتبرت أن ”هذه التصريحات تتناقض بشكل كبير مع تصريحات زعماء العالم الذين شددوا على ”الطبيعة المعوقة“ للعقوبات“.
واستطردت ”نيويورك تايمز“: ”تستمر العقوبات العالمية المفروضة على روسيا في التوسع من حيث نطاقها وتأثيرها، خاصة أن أوروبا، العميل الرئيسي للطاقة الروسية، تتحرك لفطم نفسها عن النفط والفحم الروسيين“.
ارتفاع أسعار الطاقة
وختمت: ”لكن حتى لو انخفض حجم الصادرات الروسية، فإن ارتفاع أسعار الطاقة يمكن أن يساعد في تعويض تلك الخسائر“.