رئيس التحرير
عصام كامل

رعب أردوغان!!


رعب أردوغان ما حدث في مصر من انقلاب على الديمقراطية وردة عليها.. وغضب أردوغان يعود إلى أن ما جرى في مصر «أرض الكنانة» يمكن أن ينتقل إلى تركيا بل ويهدد تنظيمات الإسلام السياسي المرتبطة بالتنظيم العالمى للإخوان المسلمين العربية والدولية.


رئيس وزراء تركيا خائف ومرعوب فهو لم يتخلص بعد من شبح انتفاضة ميدان «تقسيم» التي ما زالت وستستمر تلاحقه وتهدده..!
إن حالة الاستنفار والاستنكار هذه لم تقتصر على أردوغان فقط بل امتدت إلى تونس حيث بادر الشيخ الغنوشى مؤسس حزب النهضة إلى إطلاق تصريحات التنديد بالتغييرات المصرية الأخيرة ونفس الشيء بالنسبة لإمارة غزة وإيران.

لقد أصبح السؤال الآن.. ما مصير التنظيمات الإخوانية العربية وغير العربية بعدما خسر الإخوان المسلمون في مصر أكبر إنجاز سعوا إليه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لأكثر من ٨٠ عامًا..؟

إن العالم كله يعرف جيدًا أن ما حدث في مصر لم يكن انقلابًا عسكريًا كما دأب «الإخوان» في مصر وتركيا وتونس وغزة بل في كل مكان الترويج له منذ أن انحازت القوات المسلحة لشعبها الذي خرج يوم ٣٠ يونيو بالملايين إلى الشوارع والميادين مطالبا بسقوط النظام الإخوانى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتحديد خارطة طريق واضحة للمرحلة الانتقالية لا تزيد مدتها على تسعة شهور لتصحيح مسار الثورة تبدأ بدستور يتوافق عليه الجميع ثم انتخابات برلمانية نزيهة وبعدها رئاسية.. لتضع هذا البلد العظيم على طريق الديمقراطية الحقة.. لذلك أستغرب إزاء بعض ما قيل في الغرب الأوربي وفى أمريكا من اعتبار ما قامت به القوات المسلحة المصرية انقلابًا عسكريًا ضد تجربة ديمقراطية.

إن هذا يدل على عدم معرفة حقيقية بما كان يجرى في مصر من انحراف بمسار ثورة ٢٥ يناير من قبل نظام إخوانى استبدادى ظالم مما دفع الشعب المصرى إلى تلك الثورة الشعبية العارمة غير المسبوقة.
لا شك أن من حسن حظ شعب مصر أن انكشف حكم الإخوان «بدرى بدرى».

صحيح أن مصر خسرت من عمرها الكثير والكثير خلال هذه الفترة القصيرة وتدنت سمعتها دوليًا ووصلت إلى حالة الانهيار الاقتصادى والأمنى بعد أن تمت أخونة مؤسسات الدولة بأشخاص ليس لهم من علم ولا خبرة، ولذلك ففشلهم كان حتميًا، فالوطن ليس من اهتمامهم ولكنه كان جسر العبور لاحتلال بلدان أخرى والإسلام لديهم شعارات لا يؤمنون بها ولا يعترفون بالديمقراطية إلا إذا كانت تخدم مصالحهم فقط.

إن تاريخهم حافل بصفحات سوداء لن تمحى، فالقتل والسحل والتفجير في أدبياتهم وهو ما رأيناه سابقًا.. ونراه الآن.. نحمد الله أن انكشفوا مبكرًا.. وتأكدوا أن الشعب المصرى العظيم لن يسمح لأعداء مصر في الخارج والداخل من التدخل في شئونها، فهذا خط أحمر..
ومصر لن تكون سوريا.. وسيتصدى الشعب مع قواته المسلحة الباسلة لكل محاولات تهديد أمن مصر القومى.. ويجب أن يعرف الجميع أن مصر لن تعود لما كانت عليه قبل ٣٠ يونيو بعد ثورة شعبية أزهلت العالم.
ALihashem@eltahrir.Net
الجريدة الرسمية