الدنيا ادتله ضهرها لا مال ولا بنون.. قصة لها العجب عن حياة استيفان روستي
عرف بالشرير الظريف والشرير الطيب، فالبرغم من تمثيله أدوارا غاية في الشر والإجرام إلا أنه كان طيب القلب صاحب دم خفيف، ارتبط اسمه بعبارة "نشنت يا فالح" ورغم ذلك أحبه الناس ولقبوه بالخواجة الشرير، ورحل استيفان روستى في مثل هذا اليوم عام 1964 ولم يكن في بيته سوى سبعة جنيهات فقط، وتكفل رفيقاه إسماعيل يس وأبو السعود الإبياري بمصاريف جنازته.
ولد استيفان روستى عام 1891 لأب مصري نمساوي وأم إيطالية، بدأ حياته العملية “بوسطجي” في مكتب بريد وسافر إلى إيطاليا والتقى بكبار النجوم، عمل بائعا للتين الشوكى هناك ثم سافر إلى باريس وقام بتمثيل أدوار صغيرة في الأفلام هناك.
العشرة الطيبة
حضر إلى مصر وأقام مع والدته بحى شبرا، والتقى بعزيز عيد وأسند إليه دور في مسرحية (خلى بالك من أميلى) فلفت الأنظار إليه ثم ضمه الريحانى إلى فرقته التي كانت تقدم مسرحيات الفرانكو أراب عام 1920 فقدم دورا في أوبريت العشرة الطيبة وفى عام 1923 انضم إلى فرقة رمسيس فقدم مسرحية "المجنون" أمام يوسف وهبى.
بدأ عمله بالسينما مخرجا لفيلم "صاحب السعادة كشكش بيك" وساعد في إخراج أول فيلم مصرى طويل "ليلى" الذي عرض في نوفمبر 1927 وذلك ليلة عيد ميلاده ليساهم مع الفنانة عزيزة أمير في نشأة السينما المصرية بهذا الفيلم.. وعرف بصعلوك السينما.
أفلام إسماعيل يس
شارك استيفان روستى في معظم أفلام إسماعيل يس في دور الشرير الذى يجمع بين الشر والكوميديا مثل ملك البترول وإسماعيل يس طرزان، كما قدم ما يزيد على 40 فيلما للسينما منها:أبو عيون جريئة، سيدة القصر، آخر شقاوة، حسن وماريكا، حسن ومرقص وكوهين، عنتر أفندي، المعلم بحبح، ليلة ممطرة، ومن أشهر إفيهاته "نشنت يا فالح "، “تسمحى لى بالرقصة دى”.
يتحدث الفنان استيفان روستى عن بداياته الفنية فيقول: أنا مصري ولست أجنبيا، فقد ولدت في قلب مصر وعشت طفولتى في حى الرمل بالإسكندرية والتحقت بمدرسة رأس التين فتراكمت علي أنا وأمى الديون فحضرنا إلى القاهرة وعملت موظفا بمكتب للبريد ثم فصلت بسبب سهرى في التياترات، عملت بالترجمة ثم مهرجا لأبناء الطبقة الراقية وحمالا في ميناء نابولى وبائعا للتين الشوكى على إحدى عربات اليد في نابولى، وفى الإرشاد السياحى بباريس حتى التقانى يوسف وهبى في باريس عام 1922 وقدمت معه إلى مصر وعملت مع عزيز عيد ثم مع الريحانى وشاركت في تأسيس فرقة رمسيس مع يوسف وهبى، ثم انتقلت للعمل في فرقة إسماعيل يس عام 1954، وفى السينما قدمت أول فيلم روائى طويل فيلم ليلى، ثم فيلم الورشة عام 1940 لتصل عدد الأفلام التي أخرجتها ثمانية أفلام.
زواج العمر
تزوج استيفان روستى في السادسة والأربعين من عمره من إيطالية تعرف عليها واستمر زواجهما حتى رحيله، ورزق بطفلين توفي الأول بعد ولادته بأسابيع، وتوفي الثاني وعمره ثلاث سنوات، ليحكم عليه القدر بأن يعيش وحيدا بلا أبناء حتى تعرضت زوجته لحالات انهيار متكررة بعد وفاة أبنائها، وبقائها على هذه الحالة لعدة سنوات وهو ينقلها من مصحة إلى أخرى دون أن يمل، إلى أن رحل وتركها وسط أحزانها.