نجيب الريحاني.. من كاتب بشركة السكر إلى أشهر كوميديان في القرن العشرين
بدأ مشواره الفني عام 1916 بتقديم مسرحية خلي بالك من إبليس وبعد ثلاث سنوات شارك في ثورة 1919 بكتابة وتوزيع المنشورات في مقهى ريش حتى اتهم بالشيوعية، ليصبح بعدها نجم الكوميديا في النصف الأول من القرن الماضي، ولد في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1889 بحي الظاهر وتعلم في مدرسة الفرير الكوميديان الكبير نجيب إلياس الريحاني، الشهير نجيب الريحانى .
وبدأ نجيب الريحانى حياته العملية بعد حصوله على البكالوريا كاتبا للحسابات بشركة السكر بنجح حمادى مقابل ستة جنيهات في الشهر، الا ا عشقه للتمثيل وطموحه الفني دفعاه إلى ترك عمله وأهله والعودة الى القاهرة للبحث عن دور.وكانت البداية في شارع عماد الدين عندما التقى صديق له من رواد الصالات الفنية اتفق معه على تأسيس فرقة مسرحية لتقديم الفن الكوميدى لتصبح هذه الفرقة من أشهر الفرق المسرحية الكوميدية ويصبح بطلها من أشهر نجوم الكوميديا ونجمها الأول.
المشوار المسرحي
وقدم نجيب الريحانى المسرحيات الهزلية والمسرحيات الهادفة وانتقد الأوضاع في مصر في ذلك الوقت من خلال مسرحياته ففي الدلوعة يسخر من ولاد الذوات أصحاب النزوات الرخيصة، وفي مسرحية "الدنيا ماشية كدة "يتعرض إلى غالبية صور الفساد في المجتمع، وفي "حكم قراقوش "يتعرض لظلم المستعمر وشيوع الفقر والمرض في البلاد، وفي " قسمتي " يتعرض لسخرية التكاسل والبطالة.. وهكذا.
وركز في مسرحياته على شخصية شبه واحدة قام بأدائها على المسرح هي شخصية كشكش بيه واشتهر بها، وفى عام 1931 حاول نجيب الريحانى استغلال نجاح هذه الشخصية فاتجه لتقديمها في السينما في الفيلم الذي كتب له القصة والسيناريو مشاركة مع الفنان استيفان روستى بعنوان ( صاحب السعادة كشكش بيه) وفيلم (حواديت كشكش بيه ) التي قدم فيهما دور عمدة كفر البلاص، وهما من إخراج المخرج الإيطالي توليو كاريني، ثم قدم بعدهما فيلم "حوادث كشكش بيه" الذى كتبه صديقه وتوأمه المسرحي بديع خيري. ليقدم بعد ذلك كوميديا بالغة السواد مليئة بالمآسي كالفصل من الوظيفة والانتحار والمعاناة من اجل لقمة العيش وغيره وهى أفلام تعتمد جميعها على سوء حظ البطل.
وأرسى نجيب الريحاني موضة تحويل المسرحيات الناجحة الى أفلام سينمائية وحذا حذوه أصحاب ونجوم الفرق المسرحية الأخرى مثل أمين عطالله ويوسف وهبي وعلي الكسار.
وشمل المشوار السينمائى لنجيب الريحاني تقديم أفلاما ليست بالكثير مقارنة بعدد المسرحيات التي قدمها ولكن لم يتم تسجيلها فأصبحت في طى النسيان، فقدم أفلام:سلامة في خير، ياقوت أفندي، سي عمر، لعبة الست، بسلامته عاوز يتجوز، أحمر شفايف، أبو حلموس وجميعها لم تتعد تسعة أفلام، معتمدا على فريق عمل شبه ثابت تكرر في معظم أعماله مثل ماري منيب، عباس فارس، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، شرفنتطح، منسي فهمي وغيرهم، ويعلق نجيب الريحاني في مذكراته بل ويصب لعناته على نجاحه التمثيلي فيقول ( لم أكن أتصور أنني أمثل بهذه الفظاعة المؤلمة وأنني على مثل هذه الدرجة وهذه السخافة بل لقد تراءى لي كمتفرج انني لو لقيت نجيب الريحاني عند الباب لرقعت له أصداغه حتى يصل إلى منزله العامر ).
نهاية المشوار
فى عام 1949 استغل الفنان أنور وجدي نجومية نجيب الريحاني الكوميدية والموهبة الغنائية لعبد الوهاب ليقدم فيلم " غزل البنات " بمشاركتهم وليلى مراد حيث أدى دور أستاذ حمام إلا أنه رحل أثناء تصوير الفيلم وتم تعديل النهاية ليصبح آخر أدوار الريحاني.