علي جمعة يؤكد حرمة التلاعب بأقوات الناس
واصل الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، مطالبته تحريم الظلم بجميع أنواعه وفي كل المجالات؛ في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وطالب بعدم التلاعب بأقوات الخلق، مشيرًا إلى أن الجوع يدعو إلى الرذيلة ويدفع الناس إلى المعصية.
تحريم الظلم والتلاعب بالأقوات
وقال علي جمعة إن حرم الله سبحانه وتعالى الغش، وجعل من علامات الساعة أن يوسد الأمر إلى غير أهله، مطالبًا بإخلاص النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قائلًا: "بدون إخلاص النية لله لا أمل في الخلاص من المشكلات".
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "ثانيًا: مخالفة الشريعة، فلقد حرم الله سبحانه وتعالى الظلم، وفي الحديث القدسي: «قال الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواهما مسلم)، والآيات كثيرة في تحريم الظلم بجميع أنواعه وفي كل المجالات؛ في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومن هنا جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحاكم العادل من أهل الجنة، فقال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ.. » إلى آخر الحديث) (رواه البخاري ومسلم)
حديث المحتكر ملعون
وأضاف "وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به» (أخرجه البزار والطبراني)، وقال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» (رواه الترمذي وغيره)، وقال: «المحتكر ملعون» (الحاكم في المستدرك)، ونهى عن التلاعب بأقوات الخلق، وبيَّن أن الجوع يدعو إلى الرذيلة حتى يدفع الناس إلى المعصية، وجعل صلى الله عليه وآله وسلم من رق قلبه وقام بما فرضه الله عليه من واجب سببا لتفريج الكربات في الدنيا والآخرة"
وقال علي جمعة: "حكى لنا قصة الثلاثة الذين حبسوا وراء صخرة، فدعوا الله أن يفرج عنهم بأعمالهم الصالحة، وكان فيهم من تذكر الله وقام بما فرضه الله عليه من معونة وامتناع عن المعصية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ، فَقَالَتْ: لاَ تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَت: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ..» (رواه البخاري ومسلم).
حديث الرحمة
وتابع قائلًا: "كما حرم الله سبحانه وتعالى الغش، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (صحيح مسلم)، وحرم الله سبحانه وتعالى عدم الاهتمام بأمر الناس فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (رواه أبو داود والترمذي)، وقال: «مَنْ لا يَرْحَم لا يُرْحَم» (رواه البخاري ومسلم) وقال: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» (رواه الطبراني في معجميه الأوسط والصغير)، وجعل من علامات الساعة أن يوسد الأمر إلى غير أهله، وهنا سنفقد كل تلك المعاني من العلم ومن الإخلاص ومن الهمة."
وأضاف "ثالثًا: إدراك المآلات والأسباب الحقيقية الكامنة، وهنا ينبهنا الله سبحانه وتعالى ألا نقف عند مجرد الظواهر، قال تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:7]، وفي حديث الحديبية دروس كثيرة لإدراك المآلات وكيف لم يستجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول عمر: "لِمَ نقبل الدنية في ديننا" حتى يفك الحصار الذي فرضه المشركون في الجنوب في مكة واليهود في الشمال في خيبر بعد أن اتفقوا على غزو المدينة من الجهتين."
واختتم حديثه قائلًا: "رابعًا: أن نخلص النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدون إخلاص النية لله لا أمل في الخلاص من المشكلات، قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة:105]."