طلب إيصال عن دفع الصدقات حرام أم حلال؟
إذا كانت الصدقات تجب فيها ألا تعلم يمينك ما تدفعه اليد الأخرى والسرية مطلوبة فإذا طلب المتبرع إيصالا بقيمة التبرع للجمعيات والمؤسسات الخيرية فهل هذا حرام على اعتبار ان الحرص على الايصال يتنافى مع إخلاص النية.
وأجاب الدكتور محمود عاشور وكيل الازهر سابقا فقال: إن الصدقات مادامت خلصت فيها النية لله تعالى فإن هذا يكفى للاثابة عليها، فالمتصدق لا يستطيع التأكد من وصول الصدقة التي شارك فيها الى مستحقيها بشكل يقينى دقيق، الا ان الدور والمسئولية تقع على القائمين على جمع الصدقات الذين يجب ان يكون اختيارهم بعيدا عن اى شبهة او مجاملة واذا قصروا في أداء عملهم فيقع الوزر على من اختارهم لهذا العمل.
الشرط عدم التلاعب
وأضاف الشيخ محمود عاشور أن الايمان هو الوازع والشرط الوحيد الذى يمنع التلاعب والتحايل أيا كان شكله، فإذذا ما ضاع الايمان واختفى من صدور الناس ضيعت الأمانات واصبح الناس بلا أمان ولا ايمان، لذلك فمهما حرص المتصدق ودقق فإن أبواب التحايل والاهدار مفتوحة على مصاريعها لا يستطيع ان يغلقها إلا من افعم قلبه بالايمان، وان كان هذا لايمنع ـ بالطبع ـ ان يأخذ الانسان بالاسباب قدر الطاقة ويحرص على اتباع القوانين والإجراءات الرسمية واحترامها دائما ومنها الحصول على إيصال الصدقات منعا للتحايل.
حسن النية
وأكد الدكتور ناصر وهدان أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة العريش أنه رغم ان الاجر على الصدقة ليس مرتبطا بحال المتصدق عليه من العوز وغيره الا انه يجب الا يكتفى المتصدق بحسن نيته فقط بل عليه اتخاذ الاجراء الرسمي الذى يضمن عدم التلاعب بصدقته، من ذلك الحرص على تسلم إيصال رسمي ممهور بخاتم جهة جمع التبرعات خاصة وان معظم الصدقات اليوم يتم جمعها في اطار رسمي منظم كالجمعيات الاهلية والشرعية او الجهات الرسمية.
وأضاف وهدان: ان الحرص على الايصال لا ينبغي ان يكون من باب التفاخر والاشهار بل ليكون على سبيل سد الذرائع حفاظا على أموال الصدقات ومنع التكسب من ورائها، وحتى لا نترك بابا للشيطان يوسوس خلاله في نفس جامع الصدقات، فالاموال التي تدفع لجهات رسمية دون ايصالات يسهل اهدارها والاستيلاء عليها كما انه على المحتاجين ومستحقى الصدقة واجبا هاما وهو الا يوقعوا او يقروا بتسلمهم صدقات لم يحصلوا عليها او اقل مما حصلوا عليه بالفعل فما دفع من اجلهم من صدقات هو حق لهم في اعناق واموال الأغنياء.