القتلة في مدينة نصر!
اشتعلت النيران فجأة بإحدي الشقق بمنطقة هادئة راقية بمدينة نصر.. البلاغ العاجل من الأهالي إلي مرفق المطافئ الذي وصلت سياراته إلي منطقة الواحة.. وهناك وجدوا ما لم يكن في الحسبان.. سيارات ركنت في الممنوع وبطريقة خاطئة وبالمخالفة للأخلاق وللضمير قبل مخالفة القانون والتعليمات.. الوقت يمر وسيارات المطافئ لا تستطيع الدخول ولا مياههها وسوائلها المضادة للحرائق يمكنها الوصول إلي العقار المنكوب.. وإنتهت القصة بالفشل في الوصول إلي البهوات أصحاب السيارات وبالتالي في إنقاذ الضحايا ليموت الأب وإبنه وإبنته!
أحد الغاضبين ترك رسالة علي السيارات من جملة واحدة "تسببت في قتل أسرة" وتحولت اللقطة إلي حديث عديد من الصفحات وإنتهت القصة عند ذلك!
ثمن اللامبالاة
القصة لا يصح أن تنتهي هكذا.. نقف أمام مخالفة جسيمة تسببت -إذا صحت الأنباء وما تناولته الصحف- في وفاة أسرة بكاملها.. ورغم أن الأعمار بيد الله طبعا لكن حتي الشرع نفسه تحدث عن القتل الخطأ! فضلا عن وجود القتل بالإهمال.. الخ
قصة اللامبالاة في سلوكيات عديدة ومنها ركن السيارات في الشوارع والميادين في تزايد ملحوظ.. بل في تزايد مقرف ومرعب في القدرة علي التبجح ومخالفة كل قواعد الذوق.. رغم أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة بهذا الشكل قبل سنوات حتي في الشوارع الجانبية البعيدة عن أنظار رجال المرور. لكن كان الحياء والاخلاق سببا الالتزام بالأصول والركن في المكان الصح..
أما الآن فالكثيرين سواء إلي جانب بيوتهم أو في زيارات لوقت محدد يتركون سياراتهم علي يقين أو حتي علي ظن أنه لا أحد سيقترب منها أو يحركها.. وهذا يتسبب في أقل الأضرار في تأخير أسر أيضا منهم سيدات ومنهم أطفال ومنهم مسنين يكونون في طريقهم إلي مستشفيات أو علي سفر وبما يكون للدقيقة الواحدة ثمن وليس العودة للخلف والبحث عن مسار آخر قد يكلف ثمنا غاليا!
الظاهرة المؤسفة تحتاج إلي وقفة.. لن تحدث إذا تركوا المتسببين في حادث مدينة نصر.. ونطالب بمحاسبتهم وعلي قضاء مصر الشريف تحديد حجم المسئولية.. وسينوب القضاء عن المجتمع كله.. ويكفي حتى لو برءوا.. إقرار مبدأ أنه لا خطأ بغير تحقيق ولا إدانة بغير عقاب!