حكاية انضمام أحمد مظهر إلى الحرافيش.. وهذا رأي نجيب محفوظ في "الفارس"
في عام 1946 تكونت مجموعة “الحرافيش” من الأدباء والفنانين، منهم: الروائى عادل كامل وصبرى شبانة وأمين الدهبى وعادل مدكور وثابت أمين كمؤسسين، ثم تنامت الفرقة بانضمام أحمد مظهر وتوفيق صالح وإيهاب الازهرى وبهجت عثمان.
وكان هناك أعضاء غير دائمين منهم: صلاح جاهين ومصطفى محمود وثروت أباظة وأحمد بهاء الدين، وقد أطلق الفنان أحمد مظهر على المجموعة "شلة الحرافيش"، حيث اكد الاديب نجيب محفوظ ذلك فى كتاباته.
وقد انضم الأديب نجيب محفوظ لمجموعة الحرافيش عندما فاز بجائزة مجمع اللغة العربية عن روايته "القاهرة الجديدة"، وقام بتقديمه للمجموعة عادل كامل فاحتفت به وضمته للمجموعة في نفس الجلسة.
اجتماع الدائرة المشئومة
وكلمة الحرافيش كلمة تركية والمقصود بها الصعاليك او بسطاء القوم الذين لا يملكون بيوتا.. بدأت لقاءات الحرافيش في بيوت الأعضاء، ثم انتقلت الى مقهى قشتمر كأول مقهى ارتادتها الشلة وكان يطلق على اجتماعات الشلة "اجتماع الدائرة المشئومة".
فبينما كانوا مجتمعين يناقشون في إحدى جلساتهم كتب “تخليص الابريز في تلخيص باريز” الذي ألفه رفاعة الطهطاوي رائد التنوير في العصر الحديث، وعندما جاءت معلومة ان الطهاطاوي، قال في كتابه ان هناك مقاهى في باريس مخصصة للصفوة والاثرياء وأخرى مخصصة للبسطاء والحرافيش، اطلق حينها احمد مظهر على الشلة الحرافيش.
زقاق المدق والفيشاوي
انتقلت اجتماعات الشلة الى عدة مقاهى منها مقهى "ايزيس" كمقهى بسيطة تناسب اسم الشلة، ومنها انتقلوا إلى مقهى "عرابي" لكنهم سرعان ماتركوها بعد ان اكتشفوا انها مقهى باشاوات العباسية، وبالتالي فهى لا تناسب مبادئهم، الى مقهى زقاق المدق والفيشاوى ومعها "علي بابا" حيث حى الحسين والجمالية.
ونظرا لازدحام مقهى الفيشاوى إلى ان استقرت لقاءات المجموعة في كازينو بديعة بقصر النيل حيث تنتهى الجلسة في الواحدة صباحا مهما امتدت المناقشات.
في الستينات، انتقلت الجلسة إلى مقهى ريش بوسط البلد، وبعد النكسة اصبح مقر الاجتماعات كل يوم خميس فقط بمنزل الكاتب الساخر محمد عفيفى بالهرم، وبعد رحيله الى منزل عادل كامل.
وفى حواراته المتعددة، أشاد الفنان أحمد مظهر بالاديب نجيب محفوظ وبالدور الكبير الذى قدمه للسينما مؤلفا وكاتبا ومسئولا عن المصنفات الفنية، كما انه كاتبه المفضل حتى سعى الى الانضمام الى شلته حتى يكون قريبا منه، فيقول عنه: ان نجيب محفوظ هو الصديق الأول لى، ولا يعلى عليه أحد في قلبى مهما يكن ومكانته الادبية والفنية لا يعلوها مكانة".
صاحب التسمية
وفى المقابل، قال الاديب نجيب محفوظ عن احمد مظهر:هو من الفنانين الذين عرفتهم واقتربت منهم والتقيت بهم كثيرا باعتباره من رفقاء شلة الحرافيش وهو صاحب تسمية الشلة بالحرافيش وأعجبه اللفظ فأطلقه على شلتنا لانه يعبر عنها، وكنا نحن اقرب الى هذا المعنى بالفعل، ومظهر إضافة الى هذا كله هو من اكثر الفنانين الذين التقيت بهم ثقافة واحتراما وانضباطا وحبا للحياة والوطن.