الذكرى الأولى لرحيل الأب الروحي لسلاح المهندسين العسكريين اللواء كمال الدين حجاب
رجال لديهم علامات مضيئة على صفحات التاريخ ورحيلهم لن ينسينا يومًا أعمالهم الخالدة فتمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل البطل والمعلم والقدوة الذي قضى كل عمره في الدفاع عن الوطن اللواء أركان حرب.
مهندس كمال الدين حجاب أحد أبطال سلاح المهندسين والذي عاصر خمسة حروب ليخلد اسمه في سجل الأبطال.
حياته:
ولد كمال حجاب في الأول من سبتمبر 1931 بكفر أبي داود بمحافظة الغربية لأسرة ميسورة الحال.
بدأ النضال الوطني وعمره ١١عامًا عندما حاول مهاجمة الإنجليز في بلدته الصغيرة عندما قاموا بقتل طفلة صغيرة من البلدة كانت تبيع العسلية.
فقام هو وأخوه بمهاجمة معسكرات الإنجليز ليلًا بالطوب والنبال فكانت وجهة نظرهم كأطفال أنها ستؤثر في العدو فقام والدهم بأخذهم فجرا إلى القاهرة حتى لا يقبض على العدو.
وبالرغم من ذلك لم يكتف حجاب بهذه العملية الصغيرة، ولكنه انضم للفدائيين وهو في سن الـ ١٥ عامًا وكانوا يقومون بعمليات خاطفة على معسكرات الإنجليز في مدن القناة.
ومن الذكريات التي رواها لنا اللواء كمال في أحد حواراته أنه تطلب منه أن يكون فرد استطلاع لأفراد المقاومة وهو أن يتم زراعته في أحد منازل قادة الإنجليز بمعسكر الجلاء وفعلًا قام بدور الخادم وبدأ ينقل الأخبار للفدائيين لفترة ثم تم إقصاؤه عن المهمة حتى لا ينكشف أمره.
ومن المفارقات التي رواها لنا حجاب أن الفيلا التي كان يخدم فيها الإنجليز هي نفسها الفيلا التي تم تسكينه فيها عندما أصبح عميدًا في الجيش بعد حرب أكتوبر.
ورغم مشاركته للفدائيين فإنه كان متفوقًا في دراسته والتحق بكلية الهندسة وحصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1952.ثم التحق بصفوف القوات المسلحة وحصل
على زمالة العلوم العسكرية وعين مهندسًا بالمصانع الحربية عام 1952-1953 ومهندسًا بوزارة الأشغال العمومية 1953-1954 ثم بعد ذلك ضابط مهندس في القوات المسلحة من 1954 – 1981.
شارك في حرب 56 بعدها عين سكرتيرا للفريق عبد المنعم رياض قائد القوات المشتركة في الأردن قبل حرب 67 وشاهد دموع رياض على سقوط مدينة القدس على أيدي العصابات الصهيونية للعدو الإسرائيلي وشاهد عيان على استشهاد الفريق عبد المنعم رياض وسط جنوده في الصفوف الأولى على جبهة القتال في ٩مارس عام ١٩٦٩.
حرب الاستنزاف:
عقب استشهاد الفريق عبد المنعم رياض شارك حجاب في حرب الاستنزاف وكان من أبطال المهندسين الذين قاموا ببناء حائط الصواريخ.
حرب أكتوبر:
كان حجاب من أبطال سلاح المهندسين في حرب أكتوبر وكان قريبا من الشهيد أحمد حمدي قائد سلاح المهندسين واستشهد في ميدان القتال وكان حجاب وقتها قائد كتيبة في سلاح المهندسين العسكريين
التي شاركت في تشييد كباري الاقتحام في خط بارليف.
ترك الخدمة كضابط في عام ١٩٨١ثم تم تعيينه رئيسًا لشركة مياه الشرب لعدة سنوات وتركها وأصبح محاضرا في عدد من الكليات العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأشرف على عشرات من رسائل الماجستير لضباط سلاح المهندسين الذين اعتبروه الأب الروحي لهم والقدوة والمثل الأعلى.
رحل عن عالمنا يوم 7 مايو 2021 ليترك لنا إرثًا من البطولة والفداء.