رئيس التحرير
عصام كامل

أغنياء مصر!

ليس هناك أدنى شك في إن وطننا لم يضن بشيء على أغنيائه وأثريائه بل منحهم الثروة والنفوذ والمكانة وقبل هذا وذاك وهبهم حياة آمنة بين جدرانه ووطنًا قابلًا للحياة.. ومؤكد أن أغنياء مصر يدركون أكثر من غيرهم أنه بقاءهم واستقرارهم مرهون ببقاء بلدهم آمنًا مستقرًا متماسكًا يملك فرصًا حقيقية في الحياة والنمو والتقدم في ظل دولة مدنية قوامها المواطنة والعدالة وسيادة القانون على الجميع بلا استثناء.. 

 

لا بلدًا فوضويًا تتسلط عليه عقول رجعية متخلفة ذات دعاوى باطلة ورغبة في القهر وسفك الدماء كما رأينا في مسلسل الاختيار 3 الذي وثق جرائم الإخوان في الحكم وكيف أرادت تلك الجماعة تخريب هذا البلد وإغراقه في الفوضى والدمار حتى يتسنى لها أن تحكمه بالحديد والنار لمدة 500 عام.

ملح الأرض


والسؤال هنا ل أغنياء مصر: إذا دانت الأمور لجماعة الإخوان فكيف كنتم ستأمنون على أنفسكم وأموالكم واستثماراتكم.. أم كنتم ستهربون للخارج للنجاة بحياتكم وبما تملكون.. وهب أنكم نجوتم من مخالب الجماعة فهل كانت الغربة حلًا مناسبًا يشعركم بالأمن ويغنيكم عن حضن الوطن ودفء الأهل.. 

 

وإذا كان شيء من هذا لم يحدث أفلا يعد ذلك نعمة تستوجب الشكر.. وتدفعكم للإحساس بمعاناة الفقراء ومتاعب الطبقة الوسطى التي تصارع لتبقى لا على قيد الأمل بل على قيد الأمل  في واقع بات صعبًا لدرجة لا تخفى عليكم.. بعد أن تحمل هؤلاء وأولئك كعادتهم  الشطر الأكبر من فاتورة الإصلاح الاقتصادي وتداعيات كورونا ومن بعدها الأزمة الروسية الأوكرانية التي هي حديث وكابوس العالم أجمع..

 

أم تناسى أغنياء مصر أن الفقراء وقوامهم من العمال والصناع والحرفيين والفلاحين وصغار الموظفين هم ملح هذه الأرض ،وأهلها الحقيقيون والقوة الحيوية التي هي دائمًا مستعدة لدفع حياتها ثمنًا للدفاع عن بلدهم إذا ما دعا للواجب داعٍ.. ولمَ لا وقد دفعوا بالفعل من فلذات أكبادهم شهداء لأجل أن يعيش وطنهم عزيزًا رغم أنف الأعداء..

 

 

وهم أول من ضربهم الإرهاب في أرزاقهم وأقواتهم وأعمالهم ومقومات حياتهم.. لكن ذلك كله رغم قسوته لم يفت في عضدهم ولا أوهن عزيمتهم ووطنيتهم، ولا دفعهم للشك في جدوى ما يصنعون ولا نال من إيمانهم بقضيتهم. ورغم ما يتعرضون له من معاناة اقتصادية يتسبب فيها ما يقع من رفع غير مبرر للأسعار يمارسه بعض الجشعين من بني جلدتهم لكنهم لا يزالون ممسكين بزمام الأمل عاكفين على الجهاد في سبيل أن يبقى بلدهم صامدًا في وجه أزمات أقل ما يقال عنها إنها عاتية ضارية.

الجريدة الرسمية