مستشار رئيس الإمارات: الاقتصاد العربي هش ويدفع ثمن الأزمات الكبرى
قال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، إن العالم يدفع ثمن غاليًا لتداعيات الأزمات الكبري، مؤكدًا أن نظامنا الاقتصادي والمعيشي العربي ذو طبيعة هشة وحساسة، مطالبًا بالبحث عن حلول واقعية لتقينا شر التقلبات.
تداعيات الأزمات
وكتب أنور قرقاش تغريدة على تويتر: "تداعيات الأزمات الكبرى يدفع ثمنها العالم غاليا، وغني عن البيان الطبيعة الهشة والحساسة التي تشكل نظامنا الاقتصادي والمعيشي، فلا بد لنا في منطقتنا الجغرافية الممتدة من التعايش والتسامح والبحث عن الحلول الواقعية والتي تقينا شر هذه التقلبات. هذه هي مسؤوليتنا المشتركة."
يذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية فجرت أزمة اقتصادية عالمية، ضرب أركان اقتصاديات الدول، وتحولت الأزمة الاقتصادية لتسونامي يدمر أقوات الشعوب، بسبب ارتفاع أسعار السلع، مع انخفاض في المعروض من السلع والمنتجات.
ففي بريطانيا سجل التضخم 7% خلال شهر أبريل، كما أظهرت استطلاعات الرأي أن 23% من البريطانيين يواجهون صعوبة في دفع الفواتير، ويكافح 43% منهم لدفع فواتير الطاقة.
التضخم في دول العالم
فالحرب الروسية الأوكرانية صنعت زلزالًا رفع من التضخم في دول العالم، حيث طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونجرس مساعدات إضافية لتسليح أوكرانيا بقيمة 33 مليار دولار، بالإضافة إلى مساعدات أخرى تتدفق على أوكرانيا من أوروبا، الأمر الذي يشير إلى إطالة أمد الحرب.
وإطالة أمد الحرب تؤدي إلى خروج روسيا من قائمة الدول الست الكبرى اقتصاديًا بحلول عام 2024، حسبما قال صندوق النقد، وانهيار اقتصاد أوكرانيا التي تحتاج إلى عقود لإعادة البناء.. وباعتبار أن هاتين الدولتين من أكبر مصدري الطاقة والحبوب في العالم، فإن النتيجة الحتمية حدوث أزمة غذاء عالمية.
ضغوط اقتصادية
أما الضغوط الاقتصادية التي يعيشها العالم، بسبب التضخم والركود، سيعصف باقتصاديات دول كثيرة، وسيغير مفاهيم ومبادئ دولية في حيث العلاقات بين الدول، ففي ألمانيا ودول أوروبية أخرى يجري حاليًا تغيير العقيدة السياسية والاقتصادية، بعد أن وجدت هذه الدول أنها مهددة في مستقبلها بسبب اعتمادها على الغاز الروسي كمصدر للطاقة، وبالتالي أصبحت مجبرة لأن تبحث عن بدائل تكسر بها هذا الاحتكار.
وحدة الأزمة وتداعياتها جعلت بعض المحللين يطالبون الدول بتطبيق سياسات وإجراءات ما تسمى بـ"اقتصاد الحرب" للتخفيف من وطأة التداعيات وشدة الأزمات المتوقعة في العالم.
وحذر صندوق النقد الدولي في تقرير له، مؤخرًا، من تراجع معدلات النمو العالمي وزيادة تداعيات التضخم على العديد من الدول.
وقال مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية إبراهيم الدخيري، في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط، إن قضية الأمن الغذائي العربي في خطر؛ بسبب وجود احتمالات متنامية بتوقف إمدادات الغذاء؛ نتيجة أن دولًا أوروبية تدرس الاستحواذ على المواد الغذائية؛ لتجنب حدوث أزمات لديها.