أزمات أمنية تواجه السويد وفنلندا قبل الانضمام إلى الناتو
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“، إن السويد وفنلندا تواجهان معضلة أمنية قبل قرارات تتعلق بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ”الناتو“.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس ”واقعة الطائرة العسكرية الروسية التي دخلت المجال الجوي السويدي لفترة قصيرة يوم الجمعة تم تفسيرها على أنها تحذير موجه إلى الدولة، التي تناقش الانضمام إلى الناتو، إضافة إلى جارتها فنلندا“.
وتابعت ”حذّرت روسيا مرارا من عواقب عسكرية وسياسية، سوف تتطلب رد فعل متناسبا، إذا تقدمت الدولتان بطلب للانضمام إلى الناتو، وهو الاحتمال القائم بقوة الآن“.
وأوضحت ”يعني الانضمام إلى الناتو أن السويد وفنلندا سيتم التعامل معهما وفقا للمادة الخامسة من اتفاقية الدفاع المشترك، التي تنص على أن الهجوم ضد أي دولة عضو في الحلف سوف يؤدي إلى رد من الناتو بأكمله. ولكن الأمر الذي يثير قلق الدولتين بشكل خاص يتمثل في الفترة التي تسبق تحولهما إلى عضوين رسميين في الناتو، إذ لن يكون هناك أي ضمانات حتى هذا التوقيت“.
وأشارت إلى أن ”هناك تركيزا أكبر على فنلندا، الدولة الأكثر تقدما من جارتها السويد من حيث الاستعداد، حيث ينصب الاهتمام حاليا على كيفية قيام الناتو وأعضائه الثلاثين في مساعدتها خلال فترة الخطر، التي يستغرقها الانضمام الرسمي للحلف، ويمكن أن تستمر أشهرا، أو عاما، وربما أكثر من ذلك“.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله ”الانضمام إلى الناتو سيكون استفزازا هائلا“.
وأشارت إلى أن الفنلنديين والسويديين يستعدون لمواجهة أي عدد من الهجمات السيبرانية الروسية، رغم أن القليلين فقط هم الذين يرون أن هناك احتمالا للمواجهة العسكرية.
وأردفت ”تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والمستمر منذ أكثر من شهرين، في تغيير التوقعات الخاصة بدعم الحلفاء، في ظل الصدمة التي تسببت فيها الحرب بالنسبة للنظام الأمني الأوروبي؛ ما دفع السويد وفنلندا إلى إعادة النظر في وضعهما كدولتين على الحياد“.
ونقلت عن هنري فانهانين، مستشار السياسة الخارجية في حزب التحالف القومي الفنلندي، وهو أبرز أحزاب المعارضة في البلاد، قوله ”الكل يفهم أن ضمانات المادة الخامسة من ميثاق الناتو ليست على الطاولة، ولكن هذا لا يعني أنه يمكننا تعزيز الأمن الإقليمي بطرق أخرى“.
وتابع ”يمكن أن تكون هناك إعلانات سياسية، وتبادل معلوماتي، وتعزيز للتعاون الدفاعي، مثل إجراء تدريبات في بحر البلطيق“.
من جانبه، قال روبرت نوريك، الزميل البارز في مركز سكوكروفت للإستراتيجية والأمن، قوله إن الدعم الأمني المحتمل للسويد وفنلندا يدور بقوة في أذهان مسؤولي الحكومة الأمريكية والمؤسسات السياسية في واشنطن.
ونقلت ”فاينانشال تايمز“ عن مسؤولين فنلنديين قولهم إنهم يريدون تجنّب الانطباع بأنهم يبعثون رسائل إلى روسيا أو يريدون معاقبتها، ويؤكدون أن هدفهم يتمثل في تعزيز وضعهم الأمني الخاص، من خلال الانضمام إلى المنظمة الدفاعية.