زى النهاردة.. مصادرة جريدة المصري بعد اتهام أصحابها بالخيانة
للصحفى محمود أبو الفتح مقولة دائمة عن نفسه فدائما ما يقدم نفسه بها افتخارا فيقول: أنا صاحب جريدة المصرى، وستبقى هذه الصفة مقرونة باسمى مهما نجحت فى غير الصحافة من أعمال ومما يلزم فى دنيا السياسة من جهود، أحب جريدة المصرى لأنها ولدت فى حجرى فبعثت دمى فى عروقها، وأجريت الصدق على لسانها من قلبى، وأنفقت على تربيتها وتثقيفها من حر مالى، وأن قامة الجريدة تجلجل فى سمع الدنيا منذ كانت وقفزت من مهدها لتملأ فراغا فى الصحافة العربية.
هكذا تحدث الصحفى محمود أبو الفتح عن جريدة المصرى التي كان يمتلكها وأوقفها عن الصدور مجلس قيادة الثورة عام 1954 بسبب نشرها خبرا عن قرب صدور قانون تحديد الملكية الزراعية، إضافة إلى مطالبتها بالدستور، وغضب اللواء محمد نجيب من تسريب الخبر وأمر بتكذيبه فى جريدة الزمان وتكذيب جريدة المصرى.
مقابلة عبد الناصر
وذهب أحمد أبو الفتح والنائب الوفدى إبراهيم طلعت إلى عبد الناصر الذى طمأنهم بمصادرة العدد فقط، إلا أنه صدر الأمر بتوقف جريدة المصرى عن الصدور ليكون العدد 5904 الصادر في مثل هذا اليوم 4 مايو 1954 هو آخر عدد يصدر باسم المصرى.
كان محمود أبو الفتح بالخارج فى سويسرا وحكم عليه بالخيانة ولم يحضر إلى مصر ثانية وعندما رحل وبالرغم من من مصريته إلا أن عبد الناصر رفض دفنه بمصر ودفن بتونس، وجريدة المصرى هي أشهر جريدة مصرية فى أوائل الخمسينيات وأوسعها انتشارا كتب فيها كبار الصحفيين والادباء، إلا أنها توقفت عن الصدور وأصدرت الحكومة قرارا بإغلاقها بحجة عدم دفعها لضرائب مستحقة عليها.
مطالبات بالدستور
وترجع قصة الجريدة التى أصدرها الإخوة أحمد ومحمود وحسين أبو الفتح إلى مطالبتها بالحكم الدستورى والليبرالى للبلاد بعد قيام ثورة يوليو 1952 فكانت أحد أصوات الثورة التي تؤيدها وتنشر بياناتها.
وفى عام 1953 كتب رئيس التحرير أحمد أبو الفتح مقالين الأول بعنوان (إلى أين؟) والثانى بعنوان (الدستور يا ريس). يسأل أحمد أبو الفتح فى المقال الأول عن زيادة عدد الاعتقالات للسياسيين وكبار ضباط الجيش والشرطة ومركزية السلطة فى أيدي أعضاء مجلس قيادة الثورة، وفى المقال الثانى يقصد بالريس على ماهر رئيس اللجنة التى كانت مكلفة بوضع الدستور، وكان قد تم تعطيل هذه اللجنة عمدا.
وكتب عضو مجلس قيادة الثورة صلاح سالم ردا على ابو الفتح مقالا بعنوان (المتباكون على الدستور) وأرسل المقال لنشره فى جريدة المصرى ونشر أبو الفتح مقال صلاح نصر كاملا لكنه مزيل بعبارة (نحن المتباكون على الدستور ) وثار صلاح سالم وكان رده مطالبة المصرى بسداد 26 ألف جنيه ضرائب مستحقة على الجريدة..فكان ذلك حد النهاية لجريدة المصرى.
نهاية الأشقاء الثلاثة
واتهم بعد ذلك الشقيق الثالث لمحمود وأحمد أبو الفتح -اللذين تركا مصر الى أوروبا- بشرائه صفقة أسلحة لإدانته مثل شقيقيه واجتهد القانوني وحيد رأفت حتى أثبت براءته.
وفى عهد السادات عاد أحمد أبو الفتح إلى مصر وانضم لحزب الوفد حتى رحل عام 2004.