الأهم من حشود المصلين في العيد!
ليس مهما أن تمتد حشود المصلين على مدد الشوف لمئات أو آلاف الأمتار.. ليس مهما أن نتباهى بأطول أو أعرض صفوف للمصلين.. ليس مهما أن نحتاج إلي كاميرات خاصة ذات قدرات عالية لتجمعهم في لقطة واحدة.. إنما الأهم ألا نجد بين هؤلاء من يأكل أموال الناس بالباطل.. الأهم ألا يكون بينهم من يغش طعام الناس ويحتكر سلعهم ليضارب على أسعارها.. الأهم ألا يكون بينهم من يستولي على ميراث أيتام ضعاف لا يجدون من يحميهم..
والأهم ألا يكون من بينهم من يمنع شقيقاته من حقهن في ميراثهن الشرعي.. ولا بينهم من يغالي في أجور الكشف الطبي أو يمتنع عن الشرح المطلوب في الفصل ليحصل على أموال طلبته وتلاميذه من الدروس الخصوصية أو يستنزف الوقت المخصص للعمل في أموره الخاصة!
الأهم -في أعتقادنا عند الله- ألا تضم هذه الحشود من يؤذي جاره ويلعن زملاء العمل والمهنة.. ويغتاب الناس ليل نهار.. ويعطل مصالح الناس في الهيئات الحكومية ليعاني الشيوخ وكبار السن من تأخر أوراقهم ومعها معاشاتهم التي بالكاد تسترهم.. الأهم ألا يكون من بين الحشود من يعتدي على الناس بدنيا لأي سبب أو يؤذيهم لفظيا لأي سبب أيضا!
الأهم من الحشود أن نباهي الله سبحانه بالانصياع لتعاليمه.. إننا نصلي لنقرأها في آيات كتابه العزيز الحكيم ونستمع للخطب والدروس الدينية لنتذكر ما يجب أن نكون عليه فيما بيننا والذكرى تنفع المؤمنين..
المضمون أهم من الشكل ولذلك لخص الإسلام القصة كلها وأكد أن النيات هي وحدها محل الحساب ولخص رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام الأمر كله حين أبلغنا أن الله لا ينظر إلي صورنا واجسادنا إنما إلي قلوبنا وأعمالنا..
إنه دين الفعل والسلوك والجوهر.. وليس الاصطفاف والاحتشاد والمظهر! لا نتحدث عن مجتمع للفضيلة بلا رذائل.. إنما عن مجتمع للحد الأدنى على الأقل منها!