أقباط ومسلمون مع بعض في كل عيد بقنا.. عادة متوارثة عن الآباء والأجداد من 100 عام | صور
هنا في قرية المحبة والسلام، كما يطلق عليها يعيش مختلف الأطياف والأديان، تجمعهم صداقات ومحبة منذ عشرات السنين، الجميع يرتدي الجلباب الصعيدي ويضع العمامة على الرأس والطاقية وغيرها، لا تستطيع أن تفرق بينهم وهما يتحدثون، يتبادلون الضحكات والنكات دون أي حساسية من بعضهم بعضا، يكرهون لغة الآخر ويتحدثون باسم “إحنا.. كلنا.. مع بعض” كلمات ومفردات ولكنها تعني الكثير بالنسبة لهم أنه قرية جراجوس التابعة لمركز قو جنوب محافظة قنا.
مائدة المحبة
في البيوت المتلاصقة بقرية جراجوس، تجد الجميع ينادي يا أم جرجس، أي أم محمد، يتبادل الأطباق تدخل الصواني إلى البيوت لإعداد المائدة لتناول الرجال والأطفال مائدة الطعام والسيدات مع بعضهن البعض.
يقول الحاج رمضان محمد، ابن القرية، إننا توارثنا عادة الأطفال في الأعياد المصرية ونرفض التصنيف وحتى وإن وقعت مشكلة أو حادث لا قدر الله يتم التعامل معه على أنه حدث فردي ويتجمع الأهالي وينفض الوضع قبل تطور أي شيء ونكره أن يصنف هذا ابن كذا أو كذا كل أبناء القرية واحد.
ويقول العم بخيت يوسف، أحد كبار القرية: الجميع هنا واحد ونحن نتوارث عاداتنا منذ أكثر من 100 عام تقريبا وجدنا جدودنا وآباؤنا على هذا الوضع، لا أحد يفرق هنا بينا ابن فلان أو فلان، الجميع هنا واحد، وهذا لا يعني أنه لا توجد مشكلات ولكن كل شيء يعالج بحكمة دون أي تفرقة بين الجميع ولا يوجد معنى لكلمة الآخر، فالمواطنة تعني الوطن الجوف الذي يعيش فيه الكل دون أي تعصب أو تكفير أو قتل.
سفرة دايم في الأعياد
ونوه محمود سيد، أحد أبناء القرية: هنا يتجمع الكل على المائدة في الغذاء في كل الأعياد، والجميع هنا يعيش في سلام ومحبة، ويتم التعامل مع أي مشكلة بحكمة شديدة ودون أي تفرقة، ولكن كل شيء يتم وضع حسابه ويتم حضور الكبار من العائلات لوضع حلول للمشكلات التي تقع بين الأطفال.
وأشار جريس مينا، أحد أبناء القرية، إلى أن السفرة يتم إعدادها بشكل سنوي في مختلف الأعياد والكل يتجمع ويتناول الحلوى والبسكويت ويتم تداول الصحن او الطبق في كل البيوت، وتكون غرفة مخصصة لاستقبال الجميع يتم وضع الشاي والبسكويت بشكل دائم في مختلف البيوت في انتظار أي ضيف أو صاحب مكان للإفطار، وهذه العادات متوارثة وفي وقت الغذاء تعد المائدة، ويتناول الجميع حتى لو عابر سبيل في الشارع المهم المشاركة والمحبة وتناول كل شئ دون نظرة الآخر التي تعبنا منها قائلا “إحنا كلنا عايشين مع بعض حتى في الحزن والفرح نتشارك ويرفع النعش الكل وفي الفرح يقف الكل مع بعضه البعض كما لوكان من سيتزوج هو ابني أو بنتي”.