هل بدأت الحرب العالمية الثالثة؟.. صراع روسيا وأوكرانيا يضع العالم على حافة الهاوية.. و"التايمز": نعيش نقطة تحول في التاريخ
نشرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية تحليلًا تساءلت فيه حول ما إذا كانت الحرب العالمية قد بدأت بالفعل مع اندلاع الحرب الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، التي كان من المتوقع أن تنهار كييف إذا تُركت وحدها، لكن الحرب لم تسر على هذا النحو.
وتحت عنوان ”الحرب العالمية الثالثة“، ذكرت الصحيفة أن مذيعي التلفزيون وكتاب الأعمدة الروس أخبروا مرارًا وتكرارًا أنهم منخرطون في صراع عالمي وجودي، لكن ما كان يبدو أنه مبالغة جامحة قبل بضعة أسابيع أصبح الآن وجهة نظر ذات مصداقية متزايدة خارج روسيا أيضًا.
واعتبرت أنه ليس هناك شك في أن الأسابيع المقبلة ستجلب معاناة مروعة إلى شرق أوكرانيا، حتى لو تمكنت الدفاعات الأوكرانية من مواصلة مقاومتها المذهلة للهجمات الروسية، مشيرة إلى أن ما حدث في الأسابيع التسعة الماضية له عواقب زلزالية ستزداد موجاتها الصدمية أقوى وأكثر خطورة خلال الصيف بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيدًا عن الخطوط الأمامية وبعيدًا عن أوكرانيا نفسها.
وتحت عنوان ”وقت خطير للغاية“، قالت الصحيفة إن الحرب جاءت في وقت سيئ وخطير بشكل فريد في الشؤون العالمية بصرف النظر عن تداعيات وباء كورونا والضغوط التضخمية والأزمة الاقتصادية التي دمرت العالم أجمع، مضيفة أن ”هذه الضغوط التضخمية هي نفسها بالطبع، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحرب وباستخدام روسيا لمواردها الطبيعية كسلاح في ترسانتها الدبلوماسية والاقتصادية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لوقف واردات الوقود، استمر تدفق الوقود الأحفوري من روسيا على نطاق مذهل“.
وتابعت أنه ”على الرغم من الحديث عن الحاجة إلى العمل واستقلال الطاقة، فإن الحقيقة هي أن الابتعاد عن مثل هذا الاعتماد المفرط المزمن سيستغرق سنوات – حتى عقودًا – ومستويات هائلة من الاستثمار في تقنيات أخرى، سيعتمد الكثير منها على المواد الخام مثل النيكل أو الزنك حيث تتمتع روسيا أيضًا بموقع مهيمن في الأسواق العالمية، إن لم تكن القبضة الخانقة“.
وتحت عنوان ”دعوة ليقظة أوروبا“، أشارت الصحيفة إلى أن الصدمة المفاجئة للحرب دفعت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى تكثيف التعاون وإبقاء الخلافات جانبًا، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا وخارجها.
وسلطت الضوء على الأزمة الغذائية المنتظرة جراء الحرب، وقالت: ”تواجه قارة أفريقيا ككل مشاكل حادة، وفقًا لصندوق النقد الدولي، الذي حذرت آفاقه الإقليمية الأخيرة من انعدام الأمن الغذائي المزمن، وارتفاع مستويات الفقر، وزيادة عدم المساواة الاقتصادية، واحتمال حدوث اضطرابات اجتماعية.“
واختتمت ”التايمز“ تحليلها بالقول إن ”هذه أوقات محفوفة بالمخاطر، وليست فقط بالنسبة للفقراء حول العالم.. ولا شك في أننا نعيش نقطة تحول في التاريخ“.