معارك دموية.. تأثير المدافع الغربية على الحرب في أوكرانيا
رأت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن تدفق المدفعية الغربية إلى أوكرانيا سيؤثر بشكل واسع على الحرب هناك، مما يؤدي إلى اندلاع معركة دموية مدعومة بأسلحة بعيدة المدى وإجبار الجانبين على أن يصبحا أكثر ذكاءً إذا كانا يأملان في تجنب وقوع قتلى بأعداد كبيرة مع اشتداد القتال في الشرق.
وأضافت أنه من المتوقع أن يسلط الصراع شرق أوكرانيا الضوء على المدافع البعيدة المدى التي تشكل الرهان الرابح في الترسانة الروسية، وهي أسلحة استخدمت بالفعل لتأثير مدمر في أماكن مثل ماريوبول، وهي مدينة ساحلية جنوبية تعرضت للسحق بسبب القصف المتواصل.
وأردفت أن الولايات المتحدة وحدها وعدت زيلينسكي بما يقرب من 190 ألف طلقة مدفعية، بالإضافة إلى 90 مدفع ”هاوتزر“ لإطلاقها. ونقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله إنه حتى الخميس الماضي، وصل أكثر من نصفها إلى أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إنه من المتوقع أن يؤدي إدخال قطع مدفعية غربية مختلفة إلى تسريع تحول تكتيكي من كلا الجانبين لاستخدام ما يعرف بـ“نيران البطاريات المضادة“، حيث تبحث القوات العسكرية عن مدفعية ”العدو“ وتحدد موقعها والهجوم عليها.
ويرى المحللون أن قدرة أوكرانيا على استهداف وحدات المدفعية الروسية مهمة بشكل خاص، بسبب استعداد الكرملين الواضح للانطلاق في جولات تلو الأخرى إلى المدن والبلدات، مما يؤدي إلى تدمير منازل المدنيين والبنية التحتية.
وفي سياق متصل، قال سام كراني إيفانز، المحلل في معهد ”رويال يونايتد سيرفيسز“ في لندن، إن شحن المدفعية الغربية إلى أوكرانيا مهم جزئيًا لأن هناك أماكن قليلة يمكن لكييف أن تجد فيها جولات بديلة لأنظمتها التي تعود إلى الحقبة السوفيتية التي تنتجها بولندا وبلغاريا وعدد قليل من حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الآخرين.
وأضاف إيفانز أنه بينما وعد الغرب بعشرات الآلاف من قذائف المدفعية لأوكرانيا، فقد يتم نفادها بسرعة، مما يتطلب من مقاولي الدفاع زيادة الإنتاج، موضحًا أن روسيا تتمتع أيضًا بميزة كبيرة في عدد قطع المدفعية التي تمتلكها، مشيرًا إلى أنه من غير الواضح عدد الأنظمة القديمة في أوكرانيا التي لا تزال تعمل أو مقدار الذخيرة المتاحة لها.