الله يرحمه !
فى كلمته خلال حفل إفطار الأسرة المصرية أشار الرئيس السيسى وهو يسترجع ما حدث الأيام التى سبقت انتفاضة يونيو إلى إسم الرئيس الإخوانى محمد مرسى للمرةَ الأولى مضافا إليه الجملة التى إعتاد المصريين أن يقرنوا بها اسم كل من توفاه الله، وهى جملة (الله يرحمه).. ويبدو أن بعض الإخوان للحظات تصوروا أن ذلك يحمل تغييرا في موقف قيادة الدولة المصرية من جماعتهم..
خاصة وأن كلمة الرئيس السيسى أيضا تضمنت تأكيدا أنه لم تحدث خيانة للرئيس محمد مرسى كما يردد الإخوان.. لكن بعد أن مضى الرئيس السيسى في كلمته وتحدث عن أن هدفنا بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة حتى تبينوا أن موقف الدولة المصرية وقيادتها لم يتغير من جماعتهم التى اعتبرت قانونا جماعة ارهابية، وبالتالى لا يمكن التصالح معهم على غرار ما حدث أكثر من مرة خلال تسعة عقود ونصف من عمر هذه الجماعة..
نهاية حكم الإخوان
ولذلك انطلقت اْبواق الجماعة تستهدف بشراسة الرئيس السيسى، بعد أن تبدد أملهم في انتهاء محنتهم الأخيرة والتى تم فيها تصفية الجماعة تنظيميا ومصادرة ممتلكاتها وأموالها المرصودة وحبس معظم قادتها وهروب الآخرين مع بعض كوادرها إلى خارج البلاد.
وسوف يظل الرئيس السيسي هو العدو الأول للإخوان ولن يتوقفوا عن استهدافه لأنه عندما انحاز ومعه القوات المسلحة إلى جماهير الشعب المصرى في يونيو ٢٠١٣ فإنه وضع نهاية لحكمهم الذى ظلوا عقودا طويلة يحلمون به للسيطرة على البلاد وأخونتها وتحويلها إلى ولاية أو إمارة من دولة الخلافة الإسلامية التى كانوا يهدفون إحياءها.. ولكن هذه المرة العداوةَ الإخوانية للرئيس السيسى تضاعفت بعد أن أكد أنه لا مكان لهم في الجمهوريةَ الجديدة التى سوف يرسم ملامحها الحوار السياسى الذى دعا إليه.
ولقد كان الإخوان طوال الفترة الأخيرة يستهدفون الرئيس السيسى من خلال استهداف الدولة المصريةَ، بإشاعة أنها تواجه كارثة اقتصادية سوف تؤدي بها إلى إشهار إفلاسها، إلا أنهم عادوا لاستهدافه بشكل شخصي ومباشر أيضا.. لكن مالا يستوعبه الإخوان حتى الآن أن الرئيس السيسى لا يعبر عن موقف شخصى تجاههم وإنما هو موقف الشعب المصرى كله الذى انتفض ضدهم وقرر التخلص من حكمهم، وهذا سر قوة موقفه.