فيروس النكد يخترق العيد
ما أن يحل عيد الفطر المبارك حتى يتأهب ذوو القلوب الصافية لفرحة غامرة تشملهم وغيرهم من الأهل والجيران والأصدقاء؛ فلا مكان في الأعياد لتسلل ما يمكن تسميته فيروس النكد، وهو فيروس أشد خطرًا من فيروسات أخرى آلت إلى زوال بلطف الله ورحمته.
يتسلل فيروس النكد إلى الأسر التي تعاني ضعفًا في المناعة ضد الخلافات البسيطة؛ فيحول الحالة النفسية للزوجين والأولاد إلى جحيم لا يُطاق.. فلا الزوج يطيق زوجته ولا الزوجة تطيق زوجها، كما يمنع فيروس النكد استشعار فرحة العيد بين أفراد الأسرة التي اخترقها فيرددون جميعا: «عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ».
فيروسات النكد
أما الأولاد في تلك الأسر فهم الأشد تضررًا من فيروس النكد، يتأملون الخلافات الزوجية بين والديهما دونما قدرة على الحراك أو جرأة على التفكير في صدها. كما يُعاني المُصابُ بفيروس النكد هلاوس مؤداها أن جميع الناس يكرهونه وأن اليأس سيد الموقف، قد يندهش من علامات السعادة أو بسمة ترتسم على وجه زميل أو صديق فيسأله: لما أنت اليوم في سعادة؟.
يتصور المصاب بفيروس النكد أن العيد مصدر للهم؛ فيخطط لزيارة المقابر يوم العيد ويبحث بكل ما أوتي من قوة عن دموع الحزن الذي لا يهدأ إلا حينما يرى وجهه وقد ابتل بها؛ فإن نصحته بأن زيارة المقابر ممكنة في أي يوم آخر دون يوم العيد صب عليك جام غضبه واتهمك بجفاء العاطفة والقسوة على الموتى وعدم صلتهم.
تتطلب المناعة ضد فيروس النكد أن تكون العلاقة مع الله قوية تتجدد حينا بعد حين بالتوبة والاستغفار والتقرب إليه وإضفاء نتيجة ذلك القرب من الرحمن على عباده؛ فيتعامل الذين منَّ الله عليهم بذلك التغيير الروحي في أسمى صوره، مع الناس كما أراد الله ووفق سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم-.
علينا أن نسمو على الصغائر في تعاملنا مع البشر، وننثر بذور السعادة في مزرعة الحياة؛ لأنها حتما لن تثمر إلا كل خير.. وبيننا من يريد جبر خاطره بكلمة طيبة وبيننا المكلوم الذي فقد الأب أو الأم أو الأخ أو أي عزيز؛ لذلك علينا أن نحترف السعادة إن أردنا تحصينا ضد فيروس النكد.